IMLebanon

هواء البقاع “يُشلّع القوات”… إنسحابات شيعيّة “عالطريق”… ومقعد حبشي في مهبّ الريح!

جعجع يحلم بالخرق… وحزب الله: الأمر لي!

 

بنكسة تلو الاخرى تعيش “القوات اللبنانية” على ابواب استحقاق انتخابي لم تعد تفصلنا عنه الا اسابيع معدودة، اكبر النكسات اتى “هواها الانتخابي” بقاعيا شماليا بامتياز، حيث نامت “القوات” على انسحاب مرشح شيعي، لتصحو على انضمام آخر للائحة المنسحبين، وثالث محتمل في الساعات المقبلة!

 

موجة الانسحابات الشيعية من لائحة “بناء الدولة” المدعومة من “القوات اللبنانية” لم تقتصر على كل من رامز امهز وهيمن مشيك اللذين كانا اعلنا الانسحاب لصالح لائحة حزب الله – “امل”، فالمعلومات من مصادر مطلعة على جو الثنائي الشيعي تكشف بان سلسلة الانسحابات لن تقتصر على امهز ومشيك، علما ان معلومات راجت في الساعات الاخيرة عن انسحاب المرشح الشيعي رشيد عيسى، قبل ان يخرج الاخير بـ “فيديو” الى العلن يعلن فيه ان ما يحكى عن انسحابه مجرد اشاعة، ويؤكد انه مستمر باللائحة حتى النهاية.

 

قد يبقى عيسى على موقفه صحيح، لكن المعلومات تفيد بان مرشحا شيعيا آخر غير عيسى قد يعلن قريبا انسحابه من لائحة “القوات”، “فالطبخة استوت” تماما، كما تقول اوساط مطلعة على الجو الانتخابي بقاعا، ويبقى توقيت الاعلان الذي إما يكون قريبا، وإما يُترك للحظات الاخيرة قبل الانتخاب!

 

هذا الواقع، يجعل لائحة “بناء الدولة” في دائرة بعلبك – الهرمل في مهب رياح حاصل انتخابي يتظهر يوما بعد يوم صعوبة تأمينه . فهل باتت المعركة الانتخابية في بعلبك – الهرمل، والمحصورة بمعركة المقعد الماروني التي تخوضها “القوات” عبر انطوان حبشي مهددة بلا اي حاصل؟

 

بلغة الارقام، فالحاصل الانتخابي في دائرة بعلبك – الهرمل التي تضم 10 مقاعد ، بلغ في الانتخابات النيابية الماضية 18706 اصوات، تمكن حبشي في وقتها من تأمين 14858 صوتا، ونجحت لائحة “القوات” بتأمين الحاصل والفوز بمقعدين بفضل اصوات “تيار المستقبل” الـ 10968 التي نالها المرشحان السنيان بكر الحجيري وحسين صلح، كما اصوات حليف “القوات” سابقا يحيى شمص، والتي تخطت الاصوات التي حازها عتبة الـ 6000 لتبلغ 6658.

 

هذا في الـ 2018 ، اما في الـ 2022 فلا شيء من هذه الارقام “باليد القواتية”، فمعركة الامس بالنسبة لحبشي ولـ “القوات” لا تشبه معركة اليوم بشيء، فالحليف الازرق سابقا بات عدوا ولو عازفا اليوم ، فانسحاب الرئيس الحريري ومعه “المستقبل” راهنا من الحياة السياسية ضرب الخصوم والحلفاء في الصميم الانتخابي، وترك “القوات” من دون حليف سني، باستثناء ذاك المدعوم من الرئيس فؤاد السنيورة الذي مني حراكه برد قاس من احمد الحريري برسالة واضحة مفادها: محاولاتك استمالة الشارع السني لن تنجح! لاسيما ان من غرد خارج سرب قرار الحريري من نواب الازرق هم قلة، فيما التزم الآخرون بقراره فعزفوا عن الترشح.

 

امام هذا الواقع، تجد “القوات” نفسها في بعلبك – الهرمل حيث الغلبة للصوت الشيعي، بلا صوت شيعي مؤثر، وبصوت سني واحد تتكل عليه، هو صوت المرشح “العرسالي” المدعوم من السنيورة زيدان الحجيري، وعليه تعول لتأمين 6000 صوت يضمن وصول نائبها انطوان حبشي مرة جديدة الى “جنة البرلمان”.

 

لكن آمال “القوات” شيء وواقع الارض شيء آخر، اذ تؤكد مصادر مطلعة على جو المعركة في بعلبك – الهرمل بان العمل جار لسحب مرشحين شيعة اضافيين من لائحة “بناء الدولة”، كاشفة عن احتمال ترك انسحاب الآخرين للحظة الاخيرة التي تسبق يوم الانتخاب، لاسيما ان عملية شراء بعض الاصوات الشيعية من قبل “القوات” وحليفها السنيورة “ماشية”، كما تقول المصادر، لتختم معلقة: “شو عم يلعبوا مع الشيعة في عقر دارهم، جعجع عم يحلم يخرق الشيعة”!

 

هذه المعطيات تنفيها مصادر مطلعة على جو “القوات”، وتؤكد ان ما يحكى عن دفع اموال غير صحيح، وتشير الى انه عندما يضغط حزب الله من خلال ترهيب من هم مرشحين على لائحة “القوات” من خلال بيئتهم وعائلاتهم، فهذا دليل على مدى قدرة “القوات” على ان تشكل اندماجا واختراقا لهذه البيئة الشيعية انطلاقا من النداءات التي يطلقها رئيسها سمير جعجع متوجها لهذه البيئة: “باننا نحن واياكم شركاء” في هذا البلد انطلاقا من الدولة والدستور. وتشيرالمصادر “القواتية” الى ان حزب الله شعر بان خطاب “القوات” بدأ يلقى صدى في هذه البيئة، فوجد بان الحل الوحيد هو في شيطنة “القوات” وابعاد المرشحين الشيعة كي لا يشكل سابقة في هذا السياق، ولانه يخشى من انه في حال كان هناك حرب ضروس باسقاط المقعد الماروني ونجحت “القوات” بان تحصل على حاصل، فالحزب يخشى ان ينجح مرشح شيعي على لائحة “القوات” وان يكون ضمن “تكتل الجمهورية القوية”.

 

وتختم المصادر “القواتية” بالقول: “ما يقوم به حزب الله يؤكد ان خطاب “القوات” داخل البيئة الشيعية فعل فعله، وان “القوات” لها هذا التأثير والوزن الذي جعل حزب الله يضع كل الضغط ليمنع “القوات” من ان يكون لها شركاء شيعة”.

 

اما على خط الثنائي الشيعي، فتؤكد مصادره ان حزب الله لا يضغط على احد، انما العائلات وبيئة بعض المرشحين الشيعة على لائحة “القوات” هي التي تعمل على حثّ مرشحها على الانسحاب من لائحة “القوات” وعدم اكمال المعركة.

 

اما عن سبب الزيارات التي يقوم بها نائب حزب الله حسين الحاج حسن للمرشح المنسحب بعد اعلان انسحابه، فتقول المصادر المطلعة على جو الثنائي الشيعي: “تأتي في اطار الشكر والتقدير لموقف هؤلاء الداعم للمقاومة”، وتكمل المصادر تعليقا على ما قالته مصادر “القوات”: “عنجد مصدقين انو يخرقوا شيعيا ببعلبك الهرمل؟ هذه بحد ذاتها نكتة، فاعلى ما يمكن ان يحصلوا عليه هو مقعد انطوان حبشي”.

 

على اي حال فـ 15 ايار لناظره قريب، لكن الرياح البقاعية التي قد تشلع لائحة “بناء الدولة” قد تكون اسرع من 15 ايار، فبعلبك – الهرمل “شيعية الهوا”، ورسالة حزب الله تجاه محاولات “القوات” ورئيسها سمير جعجع احداث خرق ما، بشتى الوسائل، واضحة: “الامر لي”، يختم مصدر سياسي متابع!