Site icon IMLebanon

مستقبليو البقاع: القيادة تريدنا أن ننتخب من نشكو منهم

دعوة رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، جمهوره لإنتخاب ممثلي الهيئات الحزبية في المؤتمر المنوي انعقاده في تشرين الأول المقبل، خلقت عدداً من «الحزازير» في صفوف التيار، اولاها: «مَن ينتخب مَن؟».

باب الانتساب مقفل إلى ما بعد انتخاب المكتب السياسي الجديد. ومؤيدو التيار ومناصروه لم يدخلوا الحالة الحزبية النظامية. ولذلك، يمكن الاستنتاج بسهولة أن منسقي المناطق الحاليين، المشكو من قلة فعاليتهم، سيعودون إلى مناصبهم هذه المرة، لكن بأصوات الحزبيين لا بالتعيين. وبحسب أحد الأنصار في البقاع الغربي، طلبت القيادة انتخاب الممثلين، وإيصال عنصر الشباب بنسبة 40%، ولكن لم تقل لنا من يحق له الإنتخاب والترشح، وعن أي شباب يتحدثون. يضيف متسائلاً: «المحازبون سينتخبون ممثلين عنهم. لكن كيف سيعبّر الأنصار عن رأيهم؟».

هذه التساؤلات ترجمها قيادي سابق، بالقول «مشكلتنا كمن يحجب الشمس بالغربال. الحقيقة أن تيار المستقبل أصبح تيارين» حريريون ومستقبليون». و»الحريريون» ليسوا نسبة إلى الرئيس سعد الحريري، بل إلى والده الراحل رفيق الحريري، وهم الذين لم ينتسبوا إلى التيار. ويضيف القيادي السابق: «ما لم توضع آلية جديدة لإعادة إستيعاب تساؤلات جميع من يسبح في فلك التيار فسنبقى نراوح في مكاننا». ويرى أن «الحل لا يكون باتصال قياديين من بيروت بمحازبين، كما يحصل اليوم، ليتمنوا عليهم انتخاب أشخاص محددين لتمثيلهم في المؤتمر، في محاولة منهم لقطع الطريق أمام «الحريريين» للوصول الى المؤتمر العام كي لا يكونوا أكثرية. هذا أصلاً مخالف للقانون الداخلي، وانقلاب على قرار الرئيس».

من جهة أخرى أكد مصدر مستقبلي مقرب من الرئيس الحريري أن الخروج من أزمة التيار «لا يبدو سهلاً. فالمدة الزمنية التي تفصلنا عن عقد المؤتمر العام للتيار قصيرة جداً نسبة الى حجم التيار وحجم مشاكله وتساؤلات الحزبيين في المناطق، وكيفية معالجة موضوع الانصار والمؤيدين. وأزمة التيار في البقاع هي ذاتها في الشمال وصيدا وبيروت، بدأت منذ انطلاق التيار بزخمه الشعبي عام 2005، حين تصرفت القيادة على أنه حزب، متناسية أن جمهور التيار والأكثرية فيه لم تمارس حياة حزبية كباقي الأحزاب اللبنانية، فكانت هيكليته هشة».

ولفت المصدر الى أن غياب الحريري عن الساحة اللبنانية لم يسمح بتهيئة الشارع للخطاب المعتدل. وهذا ما إستفاد منه الوزير أشرف ريفي في الشمال، وأدى إلى نشوء حالة اعتراضية في البقاع أيضاً، تسمح لريفي لو توافرت له بعض الموارد بأن يستقطب جزءاً منها. اما الجزء الثاني، فينقسم بين جالس في منزله، ولاجئ لدى الوزير السابق عبد الرحيم مراد.

وفي هذا الإطار، يعلّق مصدر مستقبلي بقاعي على كلام الرئيس الحريري عن ضرورة ضخ «دم جديد في التيار»، بالقول ساخراً: «يطعمنا الحجة والناس راجعة». يضيف: «المشكلة أن قادتنا في البقاع لا يقولون الأشياء كما هي. أكثر من 2300 شاب وصبية حضروا افطار منظمة الاتحاد التي يديرها نجل الوزير السابق عبد الرحيم مراد، حسن مراد، لأنه في ظل استفحال ازمة التيار، يعمل مراد على استقطاب العشرات من الشباب ومنهم من كان في فلك التيار، فيما قادتنا نائمون. عندما كنا نقول لهم ذلك كانوا يسخرون منا، ويعتبرونها همروجات اعلامية، واليوم القيادة المركزية تتصل بنا لننتخب من نعترض على ادائهم، ما يعني أننا سنعيد تجربة فاشلة بقيادة فاشلة».