اعتبر رئيس جهاز الأمن العام الاسرائيلي (الشاباك) الأسبق عامي أيالون ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يقودهم نحو نهاية الصهيونية.
ففي مقابلة مع شبكة “CNN”، علّق عامي أيالون على تصريحات نتانياهو الأخيرة حول “النهاية الجزئية” للحرب في غزة، وأنه مستعد لاتفاق جزئي مع “حماس” لاستعادة بعض الرهائن. فردّ أيالون على سؤال:
“الهدف الأول لشعب إسرائيل هو استعادة جميع الرهائن. والخطة الاسرائيلية المزعومة التي ذكرتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كانت على وجه التحديد من أجل ذلك، أو من أجل الجميع”.
وأوضح أيالون في ردّه قائلاً: “انها الطريقة الوحيدة بالنسبة له (لنتانياهو) للبقاء في السلطة… هذا كل ما هنالك. انها الطريقة الوحيدة بالنسبة له للتأكد من ان الحرب لن تنتهي. وهذا ما يفعله”. مضيفاً: “أعتقد انه كان يظن حقاً اننا لا نفهم… لكننا نفهم ومعظم الاسرائيليين يفهمون”.
واستطرد رئيس “الشاباك” الأسبق: “اليوم لا يمثل رئيس الوزراء شعب إسرائيل.. ففي استطلاعات الرأي الأخيرة، ولديّ الأرقام هنا: 76% من الاسرائيليين يعتقدون أنه يجب عليه الاستقالة فوراً، و65% يطالبون بإجراء انتخابات فوراً “اليوم”، و74% أو 75% يعتقدون أنّ الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي من خلال إنجاز سياسي، سيمكننا من إعادة جميع الرهائن. هذا أولاً.
ثانياً: إنهاء الحرب.
ثالثاً: إنشاء تحالف إقليمي يخلق واقعاً أفضل ومزيداً من الأمان لإسرائيل.
وعمّا إذا كان نتانياهو لا يريد إنهاء الحرب، وان هذا يبدو جنوناً حيث يُقتل الاسرائيليون ويقتل فلسطينيون، لكن إسرائيل تفقد مكانتها الأخلاقية العالية، قال عامي: “نحن نطلق اسم القيادة السامة، فالقيادة السامة هي شخصية تتمتع بكاريزما عظيمة، لشخص يقود العديد من الناس، لكنه يقودهم الى المكان الخطأ – الى نهاية الصهيونية، وهذا ما يفعله”.
وتابع أيالون: “يجب أن تفهموا أنّ أوّل اجتماع لمجلس الوزراء عندما ذهبنا الى الحرب بعد 7 أكتوبر، كان علينا الذهاب الى الحرب، لأنه بعد المذبحة، وما الى ذلك كانت حرباً دفاعية. لكن قرار عدم مناقشة اليوم التالي غيّر الموقف… فما معنى ذلك؟ سأخبرك بشيء في هذه الحرب… عندما ترسل شعبك وشبابك للقتل وللموت، سيموت الكثيرون منهم… وعندما تخبرهم انه لا يوجد هدف سياسي لهذه الحرب… ماذ يحدث على الفور؟ لتصبح الحرب غاية وليس وسيلة، الآن عندما تصبح الحرب هي النهاية، أي تصبح هدفاً بحدّ ذاتها، فإنّ هذا هو بالضبط ما نراه اليوم. نحن نعلم كيف نبدأ الحروب… لكن هذه الحكومة لا تعرف بل لا تريد إنهاء هذه الحرب”.
وعند طرح سؤال أجاب: “نتانياهو نفسه قال في ما يسمّى بالمقابلة إنهم قد يكونون مستعدين لحرب أخرى، وأنّ مرحلة القتال الحركي الحقيقية في غزة قد تقترب من نهايتها… لكنهم سينقلون القوات الى الشمال… وهذا يعني “حزب الله”.. وهنا أسأل: هل أنتم مستعدون؟ هل تعتقد يا نتانياهو ان هذا سيحدث مرّة أخرى، بمعنى هل تعتقد انك قادر على خوض حرب شاملة النطاق مع حزب الله اللبناني كما حدث في عام 2006؟”.
أضاف أيالون قائلاً: “أعتقد ان هذا السيناريو حقيقي… إذا لم نغيّر تصوّرنا لأنفسنا والشرق الأوسط، فهذا سيناريو حقيقي… ليس لأنّ هناك من يريد ذلك، وإنما لأنّ هذا هو الخيار الوحيد إذا كنا نؤمن بالقوة فقط… إذا كنا نؤمن بأنّ الحرب ليست الخيار الأخير، فهي الخيار الأول والوحيد… هذا ما سنراه.. يجب أن ترتكز عقيدتنا الأمنية على أمرين:
الأول: علينا دوماً أن نحافظ على قوة عسكرية هائلة.
الثاني: هذا لن يكون كافياً ما لم نفهم الديبلوماسية فهماً صحيحاً”.
وختم أيالون حديثه بالقول:
“نتانياهو رجل لم يعد يرى شيئاً سوى مصلحته الشخصية… فلأنه ملاحق ويتحمّل مسؤولية الكثير من القضايا المتعلقة بالرشاوى والفساد وسوء استعمال الادارة… يعمل جاهداً على إطالة عمر الحرب التي باتت وبالاً على إسرائيل.. وهذا بالتأكيد يؤدي الى نهاية “الصهيونية” التي ناضلنا كثيراً من أجلها”.