Site icon IMLebanon

عودوا الى حوار بري وأَضيفوا…

 

كان الحاكم السوري يحكم لبنان عبر الترويكا الرئاسية. ينظم خلافاتهم ويتلقى شكوى الواحد منهم ضد الآخر. يمنع اجتماعهم ثم يوعز لهم بالاجتماع. يطربق الدنيا على رؤوس اللبنانيين قبل ان يُفرج عنهم، فتنقشع الأجواء ويحلو العيش.

 

وعاصر الرئيس نبيه بري تلك الأجواء بفعالية الدور المنوط به. كان دائماً “رئيساً” محورياً في الترويكا، الا اذا اقتضى الأمر إزعاجه بنيران صديقة تصيبه ببعض الأضرار الجانبية.

 

اليوم يحاول “حزب الله” وريث الاسد وحليفه وممثل إيران الشرعي القيام بدور الحاكم السوري. فهو صاحب السطوة والسلاح والقائد الموجّه وكلمته لا تصبح كلمتين. والحزب ليس بعيداً عن فكرة “الفزعة” الى بعبدا، وهو عملياً استبق صاحب الدعوة الرسمية وحدد تفاصيل التفاصيل في ما سيقال وسيبحث. سمح بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي ووجه بالذهاب شرقاً. حدد المطلوب من المصارف والبنك المركزي. أعلن الحرب على قانون قيصر السوري وهيأ سوقاً للمنتجات اللبنانية في العراق… وقبل ذلك بزمن غير بعيد أعلن التعبئة العامة ضد كورونا، مستعيراً التسمية الإيرانية حرفياً وهدد بحرب شاملة ضد الوجود الأميركي في المنطقة.

 

لم يفعل الحكم، حكومة وترويكا، سوى تبني كل هذه الطروحات صراحةً أو مواربة، إلاّ ان عزلته اشتدت. فمن جهة عادت التحركات الشعبية الاحتجاجية للإنطلاق بقوة، ومن جهة ثانية اتسعت دائرة المعترضين التقليديين لنهج الحكومة ورموزها. لذلك كان لا بد من استعادة الأفلام القديمة عن الفتنة التي تبدأ بهتافات المذاهب في ساحة الشهداء وتختتم بأركيلة في عين الرمانة.

 

صار واجباً اعادة جمع الترويكا الموسعة للقضاء على الفتنة، وليس البحث في جذور مشكلة كان حوار بري قد وضع اليد عليها قبل 14 عاماً. وبات ضرورياً عقد اجتماع لرموز كتلٍ يشبهون الاتحاد العمالي العام بعد ان جرى تفكيكه وتفريخ اتحادات جديدة ليصبح على الصورة التي مات عليها!

 

في الختام، وبسبب هذه الوقائع، قد يُعقد لقاء بعبدا وقد لا يُعقد، لكن مقدماته لا توحي بتغيير يذكر في النهج العام، ولا بصدمةٍ تنهي فكرة ان “تغيير الحال من المُحال”.