IMLebanon

حلاّل المشاكل  

 

 

يبدو أنّ كل موضوع إنساني يجب أن يسيّس.

 

نختلف على ڤيروس الكورونا… وعلى من المسؤول عن إدخال هذا الڤيروس الى لبنان، ومن سمح للطائرة الايرانية الآتية من طهران والتي كانت تنقل ڤيروس كورونا أن تهبط في مطار بيروت وأن يسمح لركابها بالدخول بطريقة عشوائية كي لا نقول كلمة أخرى، ومن دون الحدّ الأدنى للفحوصات الطبية المفترض إتباعها أمام خطورة هذا المرض الفتّاك، وبالرغم من ذلك كله، لا أحد يبالي… وكل ردات الفعل كانت كلاماً بكلام من دون تحديد من المسؤول ومن يتحمّل المسؤولية.

 

من ناحية أخرى، جاءت قضية المغتربين اللبنانيين في جميع بلاد العالم، والذين يعتبرون السند الأساس في بقاء الشعب اللبناني صامداً أمام أعتى الحروب الأهلية التي عصفت بلبنان منذ عام 1975 وحتى يومنا هذا بشكل متقطع، إذ لا يوجد بيت في لبنان إلاّ ويستند على الدولارات التي تأتي من أهله في الخارج… هؤلاء المغتربون هم أصحاب الفضل الكبير في بقاء لبنان، ولا يكفي ما قدّمه المغتربون من دعم مالي، لكنهم كانوا يأتون دائماً الى وطنهم الأم تحت شعار «نيال يللي عندو مرقد عنزة في لبنان»، ولذلك نرى أنّ عدداً كبيراً من القرى بدأت في شمال لبنان وجبله بتشييد القصور والڤيلات الفخمة، وانتقلت الظاهرة الى الجنوب والبقاع، لذا فإنك عندما تزور الجنوب تتفاجأ بالقصور الجميلة والڤيلات الفخمة وكأنك لست في لبنان بل في بلد أوروبي.

 

اللبنانيون في الخارج والذين يناهز عددهم الـ16 مليون نسمة، والذين بدأوا الهجرة في عهد المتصرفية، نصف هؤلاء انقطعت صلتهم بلبنان في حين ظل النصف الآخر على علاقة وثيقة بلبنان، والأهم من هذا وذاك أنّ أربعة ملايين لبناني في الخارج هم من أثرياء العالم، منهم كارلوس سليم ملك الاتصالات في العالم وغيره، وهناك الطلاب اللبنانيون الذين غادروا وطنهم بحثاً عن العلم في الجامعات الخارجية وجلّهم كان يعمل ليسدد أقساط جامعته… لكن هؤلاء وبسبب الأوضاع المالية المتدهورة في المصارف اللبنانية تُرك عدد كبير منهم من دون تحويلات مالية تأتيهم من أهلهم منذ 17 تشرين، أي منذ بداية الثورة، وكأنّ هذه المشاكل المادية لم تكفهم بل زاد الطين بلّة أنّ وباء كورونا داهمهم وهم لا يدرون ما يفعلون.

 

صحيح أنّ سفراء لبنان في تلك الدول لم يقصّروا لكن إمكاناتهم المادية ضعيفة جداً لا يمكن بواسطتها تلبية طلبات الطلاب.

 

وهنا وقعت المشكلة الكبرى. فوزارة الخارجية وبسبب عدم إمكاناتها المادية احتارت ماذا تفعل، فمن ناحية تريد المساعدة ومن ناحية أخرى لا تملك المساعدة ولا وسائلها.

 

هنا، جاء المنقذ وهو الرئيس نبيه بري، الذي بحكمته وحنكته، تدخل في الوقت المناسب، فأنقذ الموقف، فالمصارف حلحلت قضية التحويل، وبدا الجميع موافقين على إعادة المغتربين بشتى الوسائل والطرق.

 

فشكراً لدولة الرئيس نبيه بري… حلاّل المشاكل.