IMLebanon

بري وجنبلاط يعرفان

 

 

 

عاد نبيه بري من طهران ووليد جنبلاط من قطر وقبلها من باريس. في طهران قابل بري المرشد الأول، وكان لافتاً الاحترام الذي يحظى به الرجل الأول في بقية السلطة الشرعية اللبنّانية. وفي باريس والدوحة كُرِّم وليد جنبلاط على أعلى المستويات. الرجلان اللذان يجمعهما التحالف والود الوطيد منذ سنوات طويلة، عرضا من دون شك هواجسهما اللبنانية. ومن دون شك كانا حريصين على سماع ما لدى مضيفيهما من تنبؤات للوضع اللبناني. فرنسا وقطر عضوان في اللجنة الخماسية من أجل لبنان. وإيران هي حكماً العضو السادس غير المصرّح به. قطر وفرنسا قالتا لجنبلاط ما تريانه. ستواصلان البحث والعمل في إطار الخماسية وتشجعان الأطراف اللبنانيين على التحاور والحوار. فرنسا ستعيد إرسال مبعوثها جان- إيف لودريان بعد غياب طويل، وقطر تقف مع لبنان في موقف استحقت مقابله في زمنٍ ماضٍ «شكراً قطر» ومفاتيح ميس وعيتا الشعب وبنت جبيل…

 

لكن المشكلة ليست في التحاور اللبناني ولا في رغبات قطر أو في نيّات لودريان. فالعضو السادس غير المعترف به في «الخماسية» يعمل على موجة أخرى تماماً. ومن المهم هنا معرفة ما قاله المرشد لبري وما قاله بري له، لكن الجواب الايراني كما يبدو لم يتأخر وجاء على لسان قائدي الحرس الثوري وفيلق القدس. اللواء سلامي والجنرال قاآني جمعا فصائل المحور في طهران لابلاغهم بمواصلة المعركة حتى النصر، وهذا يعني أن لا أولوية غير استمرار القتال في غزة والجنوب والبحر الأحمر، أما الباقي فتفاصيل يجري التعامل معها لاحقاً، أو بما يخدم المعركة الأم، من مثل انتخاب رئيس للدولة في لبنان أو رئيس لمجلس النواب في العراق أو استكمال مباحثات السلام في اليمن…

 

لذلك لا يبعد الكلام عن لا جدوى زيارة لودريان القريبة عن الحقيقة والواقع. فلا رئيس قبل انتهاء الحرب في غزة الا اذا كان يتبنى مواصلة القتال وتغطية حرب المشاغلة التي يمكن أن تتحول إلى حرب كبرى، ولا إصلاح في لبنان لاخراجه من مستنقع الفقر المتزايد الذي يحذر منه صندوق النقد قبل تحرير فلسطين. وختاماً لا رئيس تأتي به الخماسية من دون موافقة طهران التي ترغب بلعب دور السلطان العثماني في تسمية متصرف جبل لبنان.