IMLebanon

قرّفتونا الحياة!!

 

 

“دوّيخة” حلزونية تطبق على شوارعنا يندم معها مليون مرة من يفكّر في الخروج من منزله ويلعن البنزين ومحطاته والشوارع التي تكتظ بمحطات المحروقات إلى حدّ تقفل فيها الطرقات في وجه المواطن حتى الذي استغنى عن البنزين وطوابيره، ما يحدث فوق طاقة التحمّل الإنساني، يحدث هذا في وقت قرر العهد ورئيسه أن يرفع صوته عالياً بعدما تعشّم باعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري فعرقل الرئيس نبيه بري طموحاته، فجأة تذكّر العهد “الدّستور” بعد سنوات أوكل فيها أمر تشكيل الحكومات إلى صهره المدلّل، فجأة تذكّر الدستور بعدما لم يعدم وسيلة في انتهاكه، يعيش اللبنانيّون واحداً من أسوأ العهود التي مرّت عليهم منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، ولا يضاهيه سوءاً إلا العاميْن اللذين وضع فيهما الجنرال ميشال عون يده على الحكومة العسكرية ودمّر البلد تحت عناوين مختلفة أملاً في أن تقوده إلى الرئاسة!!

 

بالأمس تنطّح أحد النواب العونيين السابقين ليحاضر في وضع حد لنظريّة الأقوى في الطائفة، متجاهلاً أنّ فريقه عطّل انتخابات الرئاسة عامين ونصف العام تحت عنوان أحقيّة وصول الجنرال عون إلى قصر بعبدا بوصفه الأقوى والأكثر تمثيلاً لطائفته، فبأي وقاحة يكيل هذا الفريق حقّه وحقوق الطوائف الأخرى بصيف وشتاء على سطح واحد؟ هذا الانحدار اللاأخلاقي السياسي المستمرّ، وتلاعب البعض وامتهانهم إلغاء الآخر لغة وخطاباً وممارسة ومنهجاً، علينا أن نعترف أنّ هناك مدرسة انحطاط سياسي نشأت في لبنان في غفلة من الزّمن وللأسف تكرَّسَ وجودها وممارستها  لمنهج الغوغائيّة والتّضليل وتزوير الحقائق وتزييف التاريخ واحتقار ذاكرة النّاس خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بذاكرة جماعيّة أو ممارسة سياسة أوصلت البلد إلى جهنّم التي بشّروا اللبنانيين بها من دون أدنى وجل ولا خجل!!

 

ما أكثر ما تغنينا بأننا شعب يحبّ الحياة بالرّغم من كلّ ما مرّ على رؤوسنا من مرارات البلد، اليوم يلعن اللبنانيون البلد والحياة فيه وساعتها بعدما وجدوا أنفسهم أمام أرعنٍ يندفع كـ”الإله المجنون” في قصة حفّار القبور لجبران خليل جبران “في الصباح يجدف على الشمس وعند الظهيرة يلعن البشر وفى المساء يسخر بالطبيعة وفي الليل يركع أمام نفسه ويعبدها”! على كلّ المستويات السياسيّة والأمنيّة والاقتصادية والمصرفيّة والمالية والصحيّة والغذائية والبيئيّة والعدّ لا ينتهي. نحن نعيش في “دكّانة عاطلة”، بلاد سائبة من الطبيعي أن تكون مفتوحة على التهريب وزبانيته، هذا ليس وطناً، هذه جهنّم مفتوحة الأبواب تعذّبنا كلّ يوم، صورة الواقع في لبنان باتت قاتلة إلى حدّ لا يُصدّق.. هذه دولة يملك وزير هو “صهر رئيسها” من الوقاحة وعدم الخجل من الكذب على الشعب ذرة حياء!!

 

نحن نحتاج إلى مقصلة من زمن الثورة الفرنسية تقطع رأسها ورأس هذا الطاقم الفاسد الذي يديرها، لقد شبعنا أكاذيب ونهباً وسرقة وفساداً وإفساداً ، هذا كثير جداً، وأيّ شعب في العالم يعجز عن احتمال هكذا دولة، وندرك تماماً أنّ هذا العهد وفريقه ليسا في وارد أن يرحما هذا الشعب فعلى رأس أولوياتهما أن يصل صهره إلى قصر بعبدا وليذهب لبنان وشعبه إلى الجحيم.. قرّفتونا البلد والحياة، فمتى تزول لعنتكم عن لبنان فيرتاح هذا الشعب البائس من هذا العهد وجهنّمه!!