… التحالفات في الانتظار صديق مُشترك بين بري وباسيل يعمل على الخط بطلب من حزب الله وبدعم سوري
صفة الوسيط لإجراء المصالحة ترافق دائماً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، من خلال محاولاته ومبادراته المفتوحة تجاه المتخاصمين، الذين يفلح في جمعهم ومصالحتهم معظم الاحيان، على حد قول مصادر مقربة من بري، فيفتح امامهم الابواب السياسية الموصدة، وهذه الصفة لطالما تميّز بها، لكن وفي ظل الحلفاء الكثيرين الذين يحيطون به، كذلك الخصوم الذين يكنون له الاحترام يبقى رئيس المجلس صديقاً للجميع، بإستثناء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حيث تغيب الكيمياء السياسية بينهما منذ اليوم الاول للتعارف، بحسب ما تشير مصادر سياسية متابعة للخلافات التي برزت منذ سنوات بين «التيار» وحركة امل، مروراً بالعهد المتمثل برئيس الجمهورية ميشال عون الذي لا تجمعه الكيمياء ايضاً بالرئيس بري ، بسبب وجود التناحرات التي تبقى احياناً خفية، واحياناً اخرى تظهر الى العلن، فيقوم باسيل بتغذيتها سياسياً، وفي حال وُجد التفاهم لفترة وجيزة، سرعان ما تتوجّه السهام لـ «تخربط» العلاقة في اي لحظة انسجام سياسية، هذا اذا حصلت، لانها في الاصل كالمثل الشائع «ما تهزو واقف على الشوار».
وتلفت المصادر الى انّ التباينات بين الفريقين عديدة، ابرزها تلك المعارك السياسية التي كانت تجري بين وزراء التيار والحركة خلال جلسات مجلس الوزراء، والتصويب على ملف التدقيق الجنائي، بعد ان استجاب النواب وبالإجماع لقرار توسيع التدقيق فيه، ليشمل كل مؤسسات الدولة، من دون ان تغيب حفلة المزايدات والاتهامات المتبادلة، والمطالبة بأوسع عمليات التدقيق الجنائي عبر عنوان واحد هو «الثورة الإصلاحية»، لكن على ارض الواقع لم يتحقق شيء منها، وعلى ما يبدو سيبقى هذا التدقيق حلم اللبنانيين البعيد المدى، إضافة الى حرب البيانات والتراشق الاعلامي في محطتيٍ التلفزة التابعتين لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، التي تساهم كل فترة في إشعال الخلافات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يُشعل مناصرو الطرفين الوضع من كل جوانبه، ويتكفلون بإشعال التناحر عبر التهديد والوعيد، وكيل الشتائم المتبادلة والاتهامات، والوضع المذكور تفاقم منذ أن اقترح الرئيس نبيه بري مبادرته الحكومية قبل اشهر، والتي تزامنت مع غياب اي تواصل مع الرئيس عون. وذكرّت المصادرايضاً بما وصفته بـ «زلّات لسان» رئيس «التيار» ضد رئيس المجلس، حين وصفه بنعوت غير مقبولة، الامر الذي لا ينساه بري حتى ولو تظاهر بذلك.
الى ذلك، لطالما اعتبرت الكواليس السياسية التي تنطلق من بعبدا، أنّ رائحة شيء ما يتحضّر في عين التينة، الغاية منه إسقاط العهد وإفشاله حتى آخر رمق بالتعاون مع بعض افرقاء الداخل، من خلال رفض كل ما يُطرح هناك، بحيث بات الخلاف حول مَن يبقى في الساحة، لكن اليوم ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، يعتبر حزب الله أنّ الواقع الانتخابي يتطلب توافقاً بين الحلفاء السابقين، الذين يدورون في فلك الممانعة، وهذا الامر يتطلب مرحلة جديدة تنهي كل تلك الخلافات، لانّ التحالفات في الانتظار، وعلى الجميع نسيان تلك المرحلة والتحالف للحفاظ على عدد اعضاء الكتل النيابية، لان الانقسامات لن تفيد بل ستساهم في تقليص اعداد تلك الكتل، ناقلة أنّ صديقاً مشتركاً بين رئيس المجلس ورئيس «التيار» قد كُلّفه حزب الله، لإجراء وساطة بينهما تزيل الجمود السائد دائماً بين العهد وبري، تحت عنوان «لا للتباين السياسي في الزمن الانتخابي»، لان الواقع يتطلب توافقاً في اسرع وقت بين هذا الفريق، على ان يتبع ذلك لاحقاً وساطة تخفف من حدّة العلاقة المتوترة، بين باسيل ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، على الرغم من صعوبة هذه المحاولة، مع الإشارة الى انّ هذا المَطلب اتى بمباركة اقليمية وتحديداً سورية.