Site icon IMLebanon

باسيل يُهادن بري… والدوائر الإنتخابيّة المشتركة «تفعل فعلها» في إزالة الخلافات

معركة «التيّار» مصيريّة وتحتاج الى ضبط السلوك السياسي في بعبدا وجزين !!

 

بعد جدال سياسي طويل وعميق وتناحرات على مدى سنوات، بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، لم توفر العهد ايضاً عبر رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي لا تجمعه صداقة مع رئيس المجلس، وفق مصادر مقرّبة من الطرفين، تعتبر انّ العلاقة بينهما لا تتعدى السياسية منها لا اكثر ولا اقل، خصوصاً ان الرئيس عون لم ينس بعد بأن بري لم يصوّت له خلال الانتخابات الرئاسية في نهاية تشرين الاول من العام 2016، لذا لم تغب الخلافات يوماً والردود المتبادلة بين الفريقين.

 

لكن مَن يراقب اليوم المشهد السياسي بينهما مع إقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل، تقول المصادر نفسها، يلاحظ وجود هدنة غير مسبوقة بين بري وباسيل بصورة خاصة، بحيث لم نعد نشهد حرب البيانات والتراشق الاعلامي في محطتيٍ التلفزة التابعتين لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، التي تساهم كل فترة في إشعال الخلافات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يُشعل مناصرو الطرفين الوضع من كل جوانبه، ويتكفلون بالتناحر عبر التهديد والوعيد، وكيل الشتائم المتبادلة والاتهامات، إضافة الى غياب الخطابات الرنانة التي لطالما حوت « زلّات اللسان واللطشات» المتبادلة، والتي تأتي بمجملها ظاهرية من باسيل وخفية من بري.

 

الى ذلك، اتت هذه الهدنة على ايدي حزب الله، الذي نجح بعد جهود في لمّ شمل حليفيه، لانّ المصلحة الانتخابية تقتضي ذلك، والدوائر الانتخابية المشتركة كثر عددها، وبالتالي فالمعركة مصيرية، وفق ما أبلغ باسيل مناصريه خلال لقاء قبل ايام، طالباً منهم ضبط ردودهم ضد برّي و «حركة امل» على مواقع التواصل، لانّ التشنّج مرفوض في هذه الفترة، بحسب ما نقل بعض الحاضرين، مع التشديد على انّ الواقع الانتخابي يمّر بوضع صعب، لانّ كل الاحزاب تشهد تراجعاً في شعبيتها نتيجة الازمات الحاصلة في البلد، خصوصاً انّ اكثرية الاحزاب اللبنانية شاركت في الحكم، وبالتالي فالكل مسؤول عن الانهيارات، لذا تعمل كلها على التحالف مهما كانت الخلافات لان «الدق الانتخابي محشور» لدى الجميع، والتكاتف مطلوب بقوة والمعركة ليست سهلة، لانها لن تكون كما سابقاتها، والمفاجآت واردة جداً في صناديق الاقتراع، عبر الخرق الذي سيكون مفاجئاً وفق ما يترّقب الجميع، اذ تشدّد الكتل النيابية على ضرورة إبقاء عدد نوابها، لان الانقسامات لن تفيد بل ستساهم في تقليصها ، مع إدراك الجميع بأنّ ما قبل 15 ايار ليس كما بعده في الاطار الانتخابي، بحيث سيتفرّق العشاق بعد ذلك التاريخ لانّ المصلحة المشتركة ستنتهي، فيما اليوم أي قبل شهرين ونيف من موعد إجراء هذا الاستحقاق، فالعنوان سيكون» لا للتباين السياسي في الزمن الانتخابي».

 

وفي هذا الاطار، وضمن مشهد التحالف بين «التيار» و «امل» في دائرتيّ بعبدا وجزين، لا تزال المناكفات قائمة نوعاً ما، في إنتظار تبلور صورة المرشحين، حيث يشدّد بري على ان تكون الكلمة له ضمن الدائرتين المذكورتين، لانه يملك تاثيراً شعبياً ، يتيح له رسم التحالف بإرتياح وحرية مع «التيار الوطني الحر» الذي إكتفى لغاية اليوم بإعادة ترشيح النائب آلان عون، فيما المقعد الماروني الثاني لا يزال ضمن البحث والتكتيك الانتخابي لضمانة فوز الان عون.

 

وعلى خط جزين ايضاً، يملك بري حيثية يحتاجها باسيل بقوة لإيصال مرشحه امل ابو زيد، في حين أنّ النائب زياد اسود مستبعد، بسبب رفض بري له بسبب تصريحاته الهجومية عليه وعلى «الحركة» ، حتى انها طالت ايضاً حزب الله.

 

وفي سياق التحالفات ايضاً، تشير المعلومات الى انّ الوساطة قائمة لتخفف من حدّة العلاقة المتوترة، بين باسيل ورئيس «تيار المردة « سليمان فرنجية، على الرغم من صعوبة هذه المحاولة، وفق ما ذكرت المصادر، مع تلميحها الى انّ الوساطة تشهد مباركة من دمشق، مما يساهم في تسهيلها لانّ الطرفين على علاقة جيدة مع سوريا.

 

في غضون ذلك وضمن فريق الممانعة، يبقى التوتر سائداً بين «التيار الوطني الحر» والحزب «السوري القومي الاجتماعي» على خلفية رفض بعض الاسماء المرشحة من قبل الطرفين، في الدوائر الانتخابية المشتركة، الامر الذي ادى الى إستبعاد التحالف بينهما، إلا في حال تدّخل حزب الله واعاد المياه الى مجاريها بين حليفيه.