IMLebanon

الحوار هل بمن حضر ؟

 

تلقى الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري دفعة الى الأمام بالتقاء غبطة البطريرك الماروني وسماحة المفتي الجعفري الممتاز على الترحيب به، علماً ان موقف المفتي قبلان يندرج في اطار «تحصيل حاصل»، بينما موقف البطريرك من هذا الحوار بالذات يتخذ اهمية خاصة، وان كان غبطته مع الحوار في المبدأ. والملاحظ ان كِلَي المرجعيتين غير الزمنيتين ختمتا موافقتهما باشتراط ان يكون الحوار «غير مشروط» .

 

واضح ان ليس ثمة اجماعاً وطنياً على دعوة رئيس المجلس النيابي، ويذهب معارضوها الى القول بجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية، لاسيما ان لا نصَّ دستورياً يربط الاستحقاق الرئاسي بالحوار. وهو ما ينطلق منه المعارضون،  وفي طليعتهم القوات اللبنانية التي صعّدت من منسوب معارضتها بكلام مطول للنائبة ستريدا جعجع التي فنّدت (يوم اول من امس السبت) الدعوة الى الحوار بمطالعة طويلة عريضة بدت مقدّمة للموقف الذي حسمه الدكتور سمير جعجع مساء امس الأحد في كلمته في ذكرى الشهداء.

 

الرئيس بري معروف عنه أنه لن يقيم حوارا، او لن يمضي في الدعوة اليه، اذا قاطعه احد الأطياف اللبنانية، ومعارضة حزبي الكتائب والقوات اللبنانية لم تعد تشكل مقاطعة شاملة بعدما حدّد رئيس التيار الوطني الحر موقفه الايجابي من دعوة بري، التي هي منسجمة مع مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لو دريان الذي يحل في لبنان بعد ايام معدودة، حاملا هذه المرة موقفا شبه موحد من «الخماسية» التي لم يعد اتجاهها في مَن هو المرشح الذي تتحفظ عنه، بل في مَن هو الذي تميل اليه(…). فماذا سيكون ردّ فعل موفَد ايمانويل ماكرون امام حوارٍ لا تُقتَصَر معارضته فقط على حزبين مسيحيّين بارزين وحسب، اذ معهما مستقلون من اطياف عدة؟!. هنا تبرز تداعيات غياب (أو تغييب) القيادة السنّية الممثّلة بالرئيس سعد الحريري، عن الساحة السياسية وخصوصاً عن الساحة الوطنية… وهي حال ادّت وتؤدّي، بالتأكيد، الى سلبيات بالغة الخطورة تتمظهر كلّ يوم بارتداداتها المؤذية.