IMLebanon

برّي: الحوار أبقى اللبنانيين في الأمان

القاهرة | واجه اليوم الاخير من مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي مخاض البيان الختامي حيال الموقف من ايران، ما تسبب بتأخير صدوره قرابة ساعتين، بعد اجتماع طويل للجنة السياسية المكلفة وضعه، بدأ صباحا استكمالا لمناقشات طويلة مساء الاحد.

وأثارت الفقرة المتصلة بموقف الاتحاد البرلماني العربي من ايران تناقضاً بين آراء المجتمعين: البحرين رأس حربة التشدد والتصلب دعمتها قطر والامارات العربية المتحدة، فيما الكويت وعمان عملتا كعنصر مهدىء يريد التعامل بواقعية مع تلك الفقرة، ووجد لبنان ــــ عضو اللجنة السياسية ــــ ان من غير المناسب مقاربة العلاقة مع ايران على نحو طرحها، وقد اريد لهذا الموقف ان يكون مطابقا لمواقف حكومات تلك البلدان بادانة ايران لتدخلها في شؤون الدول العربية. في حصيلة المناقشات، والدور الايجابي الذي اضطلعت به مصر كحل وسط، خُفض السقف من «الادانة» الى «المناشدة» بعد سلسلة مشاورات اجراها رئيس الاتحاد رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رؤساء وفود تلك الدول، ناهيك بسحب ذرائع اشتباكات مماثلة من خلال الغاء فقرات من البيان الختامي تتناول نزاعات دول المغرب العربي.

انتهى الموقف من ايران الى «مناشدتها ودعوتها الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية واحترام علاقات حسن الجوار، والتوجه الى الحوار في حل القضايا الخلافية دعما لاستقرار المنطقة».

وبدا لافتا الغياب التام للسعودية عن اعمال المؤتمر رغم تأكيدها عشيته مشاركتها، الا ان تغيبها لم يقترن باعتذار او تبرير، سوى اعتقاد المشاركين الآخرين انه ربما نجم عن وجود الملك سلمان، في الوقت نفسه، في العاصمة المصرية ومواكبة البرلمانيين السعوديين اياه.

وكان للبنان ايضا تحفظ عن ادراج بند ايران في الجزء المرتبط بالارهاب، ما عنى التعامل معها على انها في صلب هذا الارهاب، بعدما افرد البيان الختامي عددا وافرا من الفقرات اكدت محاربته واقترحت آليات المواجهة على اكثر من صعيد. انتهى الامر بوضع فقرة ايران في جزء مستقل تناول العلاقات العربية ــــ الايرانية.

ارفض المؤتمر في يومه الثاني برئاسة بري على بيان ختامي تبنى الموقف المصري الذي اعلن عنه في الافتتاح الاحد حيال الحرب السورية، بتأكيد «وحدة سوريا أرضاً وشعباً ورفض اي طروحات عن فيديرالية او غيرها من أشكال التقسيم، ودعم الحوار الجاري بين المكونات السورية توصلاً الى حلول سياسية بناء على قرارات مجلس الأمن وتفاهمات دولية». وجدد التأكيد ان «لا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط من دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية».

الإتحاد البرلماني العربي: من إدانة إيران إلى مناشدتها

اما حصة لبنان فتبني اقتراح بري بتعزيز الديبلوماسية البرلمانية و»تشجيع الحوار بين الأقطار العربية والمكونات الداخلية لكل بلد عربي توصلاً الى حلول المشكلات القائمة والصراعات الداخلية». وهي الفقرة التي تناولها بري باسهاب امام المؤتمر في كلمته الاحد. كذلك اورد البيان الختامي حيال لبنان الآتي:

«ــــ دعم لبنان لتمكينه من استكمال تحرير ارضه وتنفيذ كل مندرجات قرار مجلس الأمن 1701، وكذلك ترسيم حدوده البحرية.

ــــ دعم لبنان في مواجهة الاستحقاقات المترتبة على أزمة نزوح الشعب السوري الشقيق وما وفد اليه من مخيمات سوريا من الأشقاء الفلسطينيين، اضافة الى المخيمات الفلسطينية الموجودة فيه اساساً.

ــــ دعم لبنان لاستعادة عافيته وتجاوز الضغوط السياسية والاقتصادية عبر اتخاذ استحقاقاته الدستورية وفي الطليعة انتخاب رئيس للجمهورية، وإطلاق آليات التشريع وخصوصا صوغ قانون جديد للانتخابات التشريعية.

ــــ دعم الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية بالسلاح والعتاد لمواجهة الإرهاب على حدوده الوطنية، وعلى حدود مجتمعه».

وكان بري زار شيخ الأزهر احمد الطيب وعقد معه خلوة طويلة، قال على اثرها: «بدأنا الجلسة بالتذكير بزيارة الامام موسى الصدر هذا الصرح الذي اطلق الاعتدال وفكرة الدين القويم على الصراط المستقيم والصريح». ونوّه بما يصدر عن امام الازهر حول حقوق الانسان، وقال: «استعرضنا الحوار في لبنان وباركه سواء بين حزب الله وتيار المستقبل او بين جميع اللبنانيين. وكانت مناسبة لأوجه اليه دعوة لزيارة لبنان ووعد بتلبيتها». ,اضاف انه ناقش مع شيخ الازهر «محاولة زرع الفتنة بين المسلمين في العالم العربي، في العراق وسوريا وفي اكثر من بلد. واتفقنا على ان المستفيد الاول والأخير lما يحصل هو اسرائيل لا اكثر ولا اقل».

سئل: هل عول على دور للأزهر على صعيد الحوار بين الدول المتنازعة في المنطقة، فأجاب: «هذا ما يعمل عليه. كان صدر عن الأزهر بيان هو منظومة عن الحريات الاساسية اضافة الى بيان يتعلق بدعم إرادة الشعوب العربية، وهو يعتبر شبه ميثاق ودستور في هذا المجال».

واذ ميز بين عمل البرلمانات والحكومات، لاحظ ان مجالس النواب تستطيع التحرك «من دون ان يكون ذلك بالضرورة ضد الحكومات. الدبلوماسية البرلمانية ليست ديبلوماسية الحقيبة السوداء، بل ديبلوماسية الحقيبة البيضاء التي تستطيع القيام بكل امر». وشدد على الديبلوماسية البرلمانية في لبنان «استطاعت ان توجد حواراً بين الافرقاء قد لا يؤدي الى النتائج التي نبتغيها الان من انتخاب رئيس نحن في أمس الحاجة اليه، لكنها على الأقل تجعل البلد واللبنانيين في حال من الأمان الى ان نصل الى هذا الهدف».