Site icon IMLebanon

بري «محلّقاً»: لا انتخابات خارج النسبية

قصة الصور التي أقلقت الأمن الروماني

بري «محلّقاً»: لا انتخابات خارج النسبية

وسط مناخ بارد، وصل الرئيس نبيه بري، أمس، الى رومانيا في زيارة رسمية تستمر أياماً عدة. في المطار، كان رئيس مجلس النواب الروماني فاليريو ستيفان زغونيا في استقباله الى جانب عدد من فعاليات الجالية اللبنانية في بوخارست، وبعض السفراء العرب الذين وقفوا جنباً الى جنب يرحبون برئيس المجلس، كلٌ بلهجته، ما دفع بري الى مخاطبتهم مبتسما: يبدو أنه لا تزال هناك إمكانية كي يلتقي العرب حول أمر ما.

ورافقت وصول رئيس المجلس الى بوخارست إجراءات أمنية مشددة، لم ينج منها أحد أبناء الجالية اللبنانية الذي «ضبطته» الشرطة الرومانية وهو يلتقط الصور من بعيد لبري، خلال مراسم استقباله في المطار، لكنها ما لبثت أن تركته بعدما تأكدت من سلامة مقاصده، إنما بعدما كانت قد مسحت الصور التي التقطها، لمزيد من الطمأنينة.

ويقول العارفون من اللبنانيين المقيمين في بوخارست، ان الامن هو خط أحمر سميك في رومانيا، وان جهازي الشرطة والمخابرات لا يمكن ان يتهاونا أو يتساهلا في ضبطه وتحصينه، «فكيف إذا كان هناك زائر رسمي ينطوي على خصوصية كما هي حال الرئيس بري»، وفق ما نقله عن رئيس البرلمان الروماني بعض المقربين منه.

وعلى وقع فضائح الفساد في لبنان التي يتردد صداها في أوساط الجالية، يروي «العارفون» أنه يجري التدقيق حاليا مع مسؤول روماني في ملف مالي، يعود الى أيام مزاولته مهنة المحاماة، ولا يتعدى مضمونه مبلغ العشرة آلاف دولار أميركي! ويشير هؤلاء في معرض إجراء المقارنة مع «البذخ» اللبناني الى ان راتب أحد كبار المسؤولين في الدولة الرومانية لا يتعدى الألفي دولار شهريا.

أما الهموم اللبنانية، فقد حجزت مكاناً لها على متن الطائرة الخاصة التي أقلّت الرئيس بري والوفد المرافق من بيروت الى بوخارست.

ويؤكد بري، خلال دردشة في الجو، أهمية استمرار الحوار الوطني، لافتا الانتباه الى انه يشكل، مع حوار «حزب الله» ـ «المستقبل» ـ «أمل» ضمانة للحد الادنى من الاستقرار الذي نحظى به حاليا، معرباً عن اعتقاده أنه لو لم يكن الحوار قائما، لكانت الأمور أصعب وأخطر بكثير في ظل الاحتقان الحالي والتعطيل المتمادي.

وعندما يُسأل بري عن تصوره لمواصفات رئيس الجمهورية المقبل، يجيب: سألوني على طاولة الحوار حول هذا الامر، وكان جوابي الذي أكرره الآن بأنني أدعم ما يتفق عليه المتحاورون في هذا الخصوص.

ويشدد بري على انه لن تكون هناك انتخابات نيابية خارج النظام النسبي، لافتا الانتباه الى أنه سبق له أن طرح مشروعا متوازنا على قاعدة 64 نسبي و64 أكثري، من شأنه أن يسمح للمسيحيين باختيار 52 نائبا بأصواتهم المجردة، والتأثير على مقاعد لدى الطوائف الاخرى.

ويبدي بري أسفه لكون القيمين على الحراك المدني لم يأخذوا بالنصائح التي أسديت لهم، منتقدا ما جرى في التظاهرة الأخيرة في ساحة الشهداء من أعمال شغب طالت الممتلكات العامة والخاصة، ومتسائلا: لماذا على سبيل المثال تخريب الأرصفة في شارع المصارف؟

ويتوقف بري بمرارة عند استمرار أزمة النفايات، برغم القرارات المتخذة في مجلس الوزراء لمعالجتها، قائلا: بصراحة.. قصة الزبالة أصبحت زبالة.

ويشير الى ان من واجب «حزب الله» و «حركة أمل» ان يساعدا في الحل وهما اقترحا أكثر من موقع لإنشاء مطمر في البقاع، وتحديدا بالقرب من الحدود مع سوريا، لكن في كل مرة كانت تظهر اعتراضات بعضها محق وبعضها الآخر غير محق.

ويضيف: حان الوقت كي تحسم الدولة أمرها، وإذا لم تفعل فإن تجربة المولدات الكهربائية الخاصة ستتكرر على مستوى النفايات، إذ ليس مستبعداً أن تبادر كل بلدة أو منطقة الى تنفيذ مشروعها الخاص لمعالجة النفايات في نطاقها الجغرافي، إذا بقيت الدولة عاجزة عن تأدية واجباتها، وأنا شخصيا طلبت من أحد المتمولين التبرع بمحرقة لمدينة صور، وإذا اقتضى الامر فسأطلب من متمولين آخرين تأمين محارق للجنوب وغيره من المناطق، لأنه يمكن التعايش مع كل شيء إلا القمامة.

وهل يمكن تركيب «محرقة» للحكومة التي تعاني من تراكم الأزمات؟ يجيب بري: وضع الحكومة «محروق»، ولا تُحسد عليه. لكنه استبعد في الوقت ذاته أن يقدم الرئيس تمام سلام استقالته.

وكان بري قد أكد في مطار بوخارست ان العلاقات بين لبنان ورومانيا تعود على الصعيد التجاري الى مئة عام، منوّهاً في هذا المجال بدور الجالية اللبنانية المهم جدا، آملا أن يوقع خلال الزيارة اتفاق تفاهم بين برلماني البلدين للتنسيق في شتى الميادين.

ومن المقرر أن يلتقي بري كلاً من رئيسي الجمهورية والحكومة الرومانيين