بات واضحاً أن ما جرى في الأيام القليلة الماضية من تحوّلات ومتغيّرات إقليمية ودولية، ترك تداعيات على الساحة الداخلية، وبالتالي، ثمة معلومات دقيقة، عن اتصالات جرت في الساعات الماضية من شأنها أن تؤدي إلى إعلان جبهات سياسية معارِضة، وينقل أن من زار مقرّ حزب الوطنيين الأحرار في السوديكو، وضع رئيس الحزب الجديد كميل شمعون والرئيس الفخري دوري شمعون في أجواء الإتصالات الجارية لتشكيل جبهة معارضة، وعلم في هذا الصدد أن حزب الأحرار تمهّل في الدخول في أي جبهة إلى حين استكمال اتصالاته ولقاءاته بعد الورقة السياسية التي عرضها على غالبية القوى السياسية التي يتواصل معها.
وتشير المعلومات أيضاً، إلى أن الجبهة التي سيعلنها النائب نهاد المشنوق، كانت محور نقاش مستفيض خلال إفطار أقامه النائب السابق فارس سعيد على شرف بعض السياسيين الذين كانوا ينضوون في فريق 14 آذار، إلى إفطار آخر حصل في منزل نائب ووزير سابق، ولكن، لم يتم التوافق والإجماع في اللقاءين المذكورين، على جبهة معارضة لجملة اعتبارات تحيط بوضعية البعض منهم، فثمة من لا يريد أن يخرج أو يختلف مع مرجعيته السياسية، بينما الواضح، ومن خلال الأجواء الراهنة، أن هناك ترقّبا وانتظارا لما ستؤول إليه القنوات الإقليمية والعربية التي فُتحت بين السعودية وإيران، وكذلك، على خط ما يسمى بـ «السين ـ السين» ليبنى على الشيء مقتصاه في الداخل اللبناني، نظراً لحساسية الوضع ودقّته، وخصوصاً على الخط السنّي من خلال اقتراب المشنوق على تشكيل جبهته السياسية، وهو مَن كان يُعتبر من أبرز المقرّبين من الحريرية السياسية، وصولاً إلى صراع بهاء الحريري وشقيقه الرئيس المكلّف سعد الحريري، فهذه المسائل تعيد خلط الأوراق على صعيد الجبهة المذكورة، لأن البعض يؤكد في مجالسه، أنه وفي هذه المرحلة بالذات، وفي خضم الصراع الدائر بين بعبدا وبيت الوسط، وكذلك بين «تيار المستقبل» و»التيار الوطني الحر»، لا يجوز توجيه المعركة ضد الحريري لإضعافه، حيث يتعرّض لحملات سياسية من خصومه، وأيضاً من بعض حلفائه في آن.
وعلى خط موازٍ، ينقل وفق معلومات وثيقة، بأن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، لا يريد المشاركة في أي جبهة سياسية ومع أي فريق أو طرف كان، بل هو متمسّك، في أكثر من أي وقت مضى، بتموضعه السياسي الحالي، أي في الوسط، نظراً لدقّة الوضع وخطورته على المستوى الداخلي، حفاظاً على أمن واستقرار الجبل، وعلى هذه الخلفية أرسى تنظيماً للخلافات مع حزب الله وحلفائه من طائفة الموحّدين الدروز، والأمر عينه مع العهد و»التيار الوطني الحر» وصولاً إلى استقرار العلاقة مع «القوات اللبنانية» والكتائب وسواهما من الأحزاب المسيحية على الرغم من التباينات.
ولا تستبعد المعلومات نفسها، أن يكون هناك لقاءً تنسيقياً وتشاورياً بين جنبلاط والحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، نظراً لخطورة الأوضاع في لبنان وخروج الأمور عن نصابها، وفي هذا الإطار، ينقل بأن اتصالات جرت في الساعات القليلة الماضية على خط كليمنصو ـ بيت الوسط بعد فتور اعترى هذه العلاقة، ولا يُستبعد أن يحصل لقاء قريب بين جنبلاط والحريري، وبين الرئيس المكلّف والرئيس بري ليتم وضع الأطر الآيلة لخروج البلد من النفق المظلم الذي يقبع به، خصوصاً وأن المعلومات التي تنقل من أوساط الفرنسيين، تشير إلى أن الإتحاد الأوروبي ودول أخرى خليجية مانحة، سيوافقون على اللائحة التي أعدّتها باريس، وتتضمن عقوبات على شخصيات لبنانية من الصفين الأول والثاني.