الجلسة الـ14 تقارب الملفات الأمنية وعمل المؤسسات
تكتسب جلسة الحوار الـ14، بين «تيار المستقبل» و «حزب الله»، مساء اليوم، نكهة مميزة، من وحي شهر رمضان، اذ أصر الرئيس نبيه بري أن يستضيف المتحاورين، وبينهم بطبيعة الحال معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل، في دارته في عين التينة، على مأدبة افطار، ستكون حافلة بالأطباق النباتية و «الفراكة الجنوبية» ومزيج الفواكه والحلويات التي يشتهيها «دولته» ولكنه يحاذر الاقتراب منها بناء على نصائح أطبائه!
هذا المعطى استوجب تأجيل الحوار الذي كان مقررا، أمس، الى اليوم، على أن تعقد الجلسة التالية بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، خصوصا وأن ممثلي «المستقبل» وهم نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، سيتوجهون قبل الثاني عشر من تموز الى السعودية للمشاركة في خلوة دعا اليها الرئيس سعد الحريري ويشارك فيها عدد من وزراء ونواب وقيادات «المستقبل».
أما «حزب الله»، فسيتمثل كعادته بكل من معاون الأمين العام الحاج حسين الخليل، وزير الصناعة حسين الحاج حسن ورئيس لجنة الاعلام والاتصالات النيابية حسن فضل الله.
وسيضفي ترؤس بري للحوار نكهة غير رسمية بحيث يفترض أن يتحرر المشاركون من جدول الأعمال ويخوضون في قضايا سياسية، محلية واقليمية، من الملف الحكومي في ضوء مسارات جلسة اليوم، الى اعادة فتح أبواب مجلس النواب.. وصولا الى مقاربة بعض الملفات التي يمكن أن تؤثر على المعادلة الداخلية وأبرزها احتمالات توقيع تفاهم نووي قبل التاسع من تموز المقبل.
ومن غير المستبعد أن يتناول الحاضرون ملفات مثل حادثة السعديات التي وقعت بين عناصر محسوبة على «تيار المستقبل» وآخرين من «سرايا المقاومة» المحسوبة على «حزب الله».
وتكتسب جلسة اليوم أهمية بالغة في نظر متابعين، خصوصا أن السبب الرئيسي لوجود هذا الحوار هو إزالة الاحتقان السني ـ الشيعي، وسحب التوتر من الشارع، ومعالجة ذيول حوادث أمنية من هذا النوع، ومنع تفاقمها أو تكرارها، ولذلك يشدد هؤلاء على أهمية معالجة ذيول حادثة السعديات ورفع الغطاء عن كل المتورطين فيها.
ومن المفترض أن يمر الحوار، ولو بشكل عابر، على البند التقليدي المتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية، إضافة الى موضوع الحكومة، وبما أن الحوار سيعقد بعد إنعقاد جلسة مجلس الوزراء، فان المتحاورين سيؤكدون على أهمية استمرار عمل المؤسسات الدستورية وهي العبارة التي تكررت في أكثر من بيان للمتحاورين وخصوصا في نهاية الجلسة الأخيرة.
وعشية الحوار، أكدت مصادر قيادية في «تيار المستقبل» تمسكها بخيار الحوار، إلتزاما بتوجيهات الرئيس سعد الحريري، وشددت على أن حادثة السعديات أظهرت أهمية الجلسات التي تعقد بين الطرفين، لافتة الانتباه الى أن حدثا أمنيا بهذه الخطورة، كان من شأنه أن يرفع منسوب التوتر والاحتقان في كل المناطق اللبنانية وأن يؤدي الى ما لا يحمد عقباه، لولا التواصل القائم بين التيار والحزب من خلال هذا الحوار، مشيرة الى أن الجيش اللبناني قام بواجبه في فرض الأمن وفي إعادة الحياة الى طبيعتها، وعلى الجلسة رقم 14 أن تنزع كل الفتائل وأن تحاول معالجة الأسباب الحقيقية.
وتشير المصادر نفسها الى أن ما حصل في السعديات هو إنعكاس لجو الاحتقان في البلد ولما يحصل في سوريا وفي المنطقة بشكل عام، مبدية خشيتها من أحداث مماثلة في مناطق متداخلة مذهبيا على الخط الساحلي من الضاحية الى الجنوب، خصوصا إذا كان ما حصل في السعديات ليس وليد صدفة، وإنما هو جس نبض لاجراءات معينة يستعد «حزب الله» لاتخاذها في المستقبل القريب، لافتة الانتباه الى المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتق المتحاورين في هذا الاطار.
لا أحد ينتظر من حوار عين التينة معجزات سياسية. الأساس هو ابقاء القنوات مفتوحة بين «حزب الله» و «المستقبل» للتصدي لأي أزمة أو حادثة أمنية تهدد السلم الأهلي «وما حصل في السعديات وضع المتحاورين على المحك، وهم عليهم الخروج اليوم بصيغة موحدة لأنه ليس في كل مرة تسلم الجرة»، كما يقول أحد المشاركين في الحوار.