بعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال ذكرى تغييب الامام موسى الصدر مبادرته عن حوار الايام السبعة، مع جلسات انتخابية مفتوحة لإنتخاب رئيس للجمهورية، وتأكيده انه أدرج انتخاب الرئيس كمادة وحيدة على جدول أعمال الحوار، لقطع الطريق على من يريد البحث في أمور اخرى، لا تؤدي إلا الى إضاعة الوقت، مما يعني ان الملف الرئاسي سيطرح وحده، مع دعوة برّي الجميع الى تحمّل مسؤوليته في إنهاء الشغور الرئاسي، وقوله: “في حال لم نصل في الحوار الى التوافق على إنتخاب رئيس للجمهورية، فلنذهب بمرشحين او اكثر وننتخب ونحتكم الى الدستور”.
بعد إعلان هذا الموقف، وحده رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، سارع الى الموافقة على المشاركة بالحوار، على الرغم من لاءاته المتعدّدة التي كان يرد فيها دائماً على رئيس المجلس، حيث لا كيمياء ولا تقارب ولا توافق، ففاجأ الجميع بذلك القبول، فيما سارعت اركان المعارضة لإعلان رفضها المشاركة، وبرزت اسباب وتحليلات لرفض رئيس “التيار” بعد موافقته الفورية، فقيل انّ السبب هو رد باسيل على اللقاء الذي جرى بين قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس كتلة” الوفاء للمقاومة” محمد رعد، اذ اعتبر باسيل بأنّ ذلك اللقاء شكّل رسالة له، للاسراع بقبول دعم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وإلا سيكون العماد جوزاف عون من ضمن الاسماء التي سيوافق عليها الحزب ولو بعد حين، إضافة الى غيرها من التحليلات والقراءات السياسية، فضلاً عن انّ رد رئيس “التيار” اتى قبل ايام قليلة من قدوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، اي اراد القضاء على حوار رئيس المجلس، ولربما اعطاء بعض الزخم للحوار الفرنسي.
الى ذلك، نقل عن رئيس المجلس تصميمه على عقد ذلك الحوار، مهما كانت نتيجته اذ سيعقد جلسات انتخابية رئاسية متتالية، حتى إنتخاب رئيس قبل نهاية شهر ايلول الجاري.
وفي السياق يقول عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم لـ”الديار”: “مبادرة برّي مستمرة وقد تكون الفرصة المهمة والاخيرة، وهي تتكامل مع مبادرة الموفد الفرنسي لودريان، وليس هنالك من تناقض بين المبادرتين، كما يحاول البعض ان يدّعي ذلك، فهدف رئيس المجلس هو بطبيعة الحال إنهاء حالة الشغور الرئاسي”.
وعن موعد البدء بجلسات الحوار، اشار الى انّ هذا الموضوع سابق لأوانه، لانّ برّي ينتظر تبلور مواقف بعض الكتل النيابية، فهنالك كتل اعلنت مشاركتها ورؤيتها واضحة، واخرى تبدّل رأيها بين يوم وآخر، لذا علينا الانتظار بعض الوقت وعندها سيبنى على الشيء مقتضاه.
وعن سبب إنسحاب النائب باسيل من حوار الايام السبعة بعد مواقفته الفورية عليه، قال هاشم: “لقد تفاجأنا بموقفه، ولماذا هذا التغيير بالموقف بين ليلة وضحاها؟ خصوصاً انه لم يستند الى وقائع وحقائق، لكن لا بدّ من وجود أسباب لذلك والتأويلات كثيرة، واعتقد ان هنالك مصالح خاصة والايام ستكشف المستور، وبالتالي فالمصالح تتبدّل لتحسين المواقع والمكاسب”.
وحول إمكانية ان يكون موقفه رداً على لقاء قائد الجيش بالنائب رعد الذي إعتبره باسيل رسالة موجهّة له، اشار الى انّ اللقاء بينهما ليس بجديد، فهما يلتقيان من حين الى آخر، والامر ليس مستغرباً، لكن ما أثار ذلك هو التوقيت الذي اتى في سياق اللقاءات، التي ومهما كان عنوانها تجري بين المكونات اللبنانية، وعندها لا بدّ ان تتناول ملف الاستحقاق الرئاسي.
وفي إطار دعمهما كثنائي شيعي لوصول قائد الجيش الى بعبدا، أجاب هاشم: “لا احد يستطيع وضع الامور في هذا الاتجاه او ذاك، فالترشيح مفتوح امام كل ماروني، وهنالك أسماء يتم التداول بها، ومن الطبيعي ان تكون ضمن السباق الرئاسي، وجوابي على قبولنا بدعم قائد الجيش سابق لأوانه، فلننتظر وضوح كل المواقف ومدى إمكانية ان تنتهي بترشيح معيّن، حالياً مستمرون بدعم الوزير السابق سليمان فرنجية، وعلينا إنتظار إنطلاقة الحوار وما سيؤول اليه من نتائج ونرى حينئذ”.
وعلى خط “التيار الوطني الحر” فتكتفي مصادره بالقول لـ”الديار”: لسنا ضد طرح برّي، لكننا نحتاج الى توضيح وتفسير اكثر، والجلسات الانتخابية الرئاسية المفتوحة لن توصل الى اي مكان، طالما يستطيع الفريقان تعطيل النصاب في اي جلسة، لذا فالافضل التوافق المسبق على إسم المرشح الرئاسي بين الكتل النيابية، وغير ذلك لا يفيد”.