Site icon IMLebanon

برّي يخضع لشروط جعجع؟

بعد مخاض استمر اكثر من سنتين ونصف ، أبصرت رئاسة الجمهورية  النور على ايدي ابرز الاطباء السياسيين في لبنان وذلك بعد مشاورات لعدة شهور وانتهت بإصدار مراسم دفن الفراغ . بعدما ادرك الافرقاء السياسيون واتفقوا على إنقاد لبنان من نفق مجهول المعالم  الذي كان سيتخبط فيه  حيث المؤشرات كانت تلوح على ان الأزمة السياسية الطويلة المدى ستطول  إلا أن السياسيين تمكنوا من إعادة البوصلة إلى الوضع الراهن وذلك بتأشيرة راضية من جميع الافرقاء ولو على مضض .

هذا ما علق عليه احد المصادر المطلعة والتي تتابع بان الكيمياء بين الرئيس  نبيه بري والدكتور سمير جعجع ما زالت تتفاعل «خاصة بعد تسمية الرئيس سعد الحريري بتأليف الحكومة والخلاف الذي كان قائما حول وزارة المالية التي طالب بها جعجع والتي هي من حصة الشيعة كما يقال، حيث ان جعجع كان يطالب بوزارة سيادية وهذا ما احرج الحريري بخاصة ان الرئيس ميشال عون قد خص نفسه بوزارات لا نقاش عليها وهذا ان دل على شيىء فعلى ان الحكومة العتيدة لن تبصر النور في الوقت المحدد اي في 22  تشرين الثاني ذكرى الاستقلال في ظل مطالبة رؤساء الكتل النيابية بوزارات معينة وهذا يصعب التأليف امام الحريري.

وعلم  من مصادر مقربة من بيت الوسط ان نادر الحريري مستشار الحريري يكثف اتصالاته بخاصة مع «حزب الله»، وان اجتماعا حصل ما بين نادر الحريري والحاج حسين الخليل تمّ فيه النقاش حول تذليل العقبات التي تعيق او تؤخر التأليف، ووعد الحاج حسين الخليل  بنقل الطروحات  الى سماحة السيد حسن نصرالله.

كما سربت معلومات من بيت الوسط حسب زعم المصادر بان الحريري قد يصطدم بالمطالب المطروحة من قبل النائب وليد جنبلاط، لذلك يرى بعض السياسيين ان الحكومة العتيدة قد تتأخر الى وقت طويل وسيبقى الرئيس تمام سلام يصرف الاعمال مع حكومة غير متجانسة. وهذا ما سينعكس سلبا على مفاصل الدولة ومؤسساتها، لذا فان العراقيل لا تزال تؤخر الحل وهذا ما صرح به بعض المقربين من عين التينة. لكن رفض «حركة امل «لشروط عون وجعجع يبشر بعدم تأليف الحكومة الحالية في القريب العاجل وعدم الرضوخ لحزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع .

ويتساءل المصدر هل ان السياسة الجديدة المتبعة في هذه المرحلة هي ضبط الضحية متلبسا بجرمه حتى لو كان مقتولا او ميتا  والتحاور مع القاتل، ام ان فهمنا للسياسة لم يبلغ  سن الرشد وعقولنا لا تفقه افعال المسؤولين والسياسيين وبتنا في مرحلة جديدة  يلزمنا  فيها اعادة تأهيل سياسة جديدة لنفهم واقع المرحلة ونعرف ماذا يدور حولنا ونحسن قرارة الامور بواقعية ومنطق. الايام القليلة القادمة كفيلة بكشف المستور.