Site icon IMLebanon

برّي يحاول إخراج المأزق من الثلاجة ومجلس المطارنة يطالب بتوسيع الحوار

الجمود سيّد المواقف والجميع يتطلع إلى الخارج بعد إنسداد الأفق داخلياً

برّي يحاول إخراج المأزق من الثلاجة ومجلس المطارنة يطالب بتوسيع الحوار

أخطأ الرئيس برّي البوصلة عندما استند إلى كلام نصر الله حول أن الإستحقاق أصبح ثمرة ناضجة..

في ظل الحركة الداخلية التي سيطرت على المشهد السياسي بعد المواقف التي أطلقها أمين عام حزب الله أواخر الأسبوع الماضي حول الانتخابات الرئاسية والتسويات التي طرحت من فريق الرابع عشر من آذار برز أمس تطوران جديدان توقف عندهما المراقبون، أحدهما قول الرئيس نبيه برّي في لقاء الأربعاء النيابي أن لبنان ثمرة ناضجة ويجب قطافها قبل أن تسقط، وثانيهما  ترحيب مجلس المطارنة الموارنة بكل المبادرات التي تؤول إلى انتخاب رئيس الجمهورية وتطلعهم إلى اللحظة التي ينتقل فيها الحراك السياسي إلى داخل المؤسسات الدستورية ومطالبتهم الكتل النيابية بالمثول إلى المجلس النيابي لإطلاق المسار الديمقراطي بحسب ما يقتضيه الدستور.

فعلى ماذا استند الرئيس برّي يقول المراقبون عندما اعتبر أن الثمرة أصبحت ناضجة ويجب قطافها قبل أن تسقط، هل على اجتماعات جنيف بين النظام والمعارضة السورية وعلى تصريحات ممثّل الأمين العام للأمم المتحدة دي ميستورا التي تحدثت عن حصول بعض التقدم في المحادثات غير المباشرة بين الفريقين والتي تحمل أكثر من مؤشر إيجابي، أم استند إلى المواقف التي أطلقها الرئيس الإيراني روحاني بعد اجتماعه إلى الرئيس الفرنسي هولاند عن الأزمة الرئاسية في لبنان، أم أنه، وهنا بيت القصيد، استند إلى المواقف التي أطلقها مؤخراً أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والتي تركت النافذة مفتوحة لإستمرار الحوار بين الأطراف اللبنانية للوصول إلى تسوية للأزمة الرئاسية على بساط فارسي كما جاء في آخر تغريدة لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الموجود حالياً في لندن في زيارة خاصة كما صرّح المقرّبون منه.

فإذا كان الرئيس برّي استند إلى ما سبق ذكره، من معطيات خارجية وداخلية يكون قد أخطأ البوصلة، أو أنه يحاول اللعب في الوقت الضائع أو أنه يشعر بأن  الخطر على الجمهورية يزداد اقتراباً وأن على اللبنانيين أن يستعجلوا الخروج من المأزق قبل فوات الأوان، ذلك لأنه لا يوجد حتى أية مؤشرات على مكان حصول تقدّم جدي على صعيد مفاوضات جنيف للوصول إلى تسوية تنهي الصراع الدائر، وسبق للمسؤولين الإيرانيين أن نبهوا إلى عدم الافراط في التفاول بحصول مثل هذا التقدم عشية بدء مفاوضات جنيف بين  النظام والمعارضة السورية، أما إذا كان يستند إلى محادثات باريس بين الرئيسين الفرنسي والإيراني، فقد سبق للسيد حسن نصر الله أن كشف عن حقيقة الموقف الإيراني من الأزمة الرئاسية اللبنانية، وهي ان إيران لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية، وعلى اللبنانيين أن يقلعوا شوكهم بأيديهم ، وخلص من ذلك الى اعادة تأكيد استمراره في تعطيل الانتخابات الرئاسية إلى أن يرضخ الفريق الآخر وينتخب مرشّح إيران العماد ميشال عون رئيساً للجهورية، اما إذا كان في جعبة الرئيس برّي معطيات أخرى لم يكشف عنها في لقاء الأربعاء النيابي أمس حملته إلى هذا القول، أو أنه ينتظر تطورات خارجية تحمل إيران على فك أسر الانتخابات الرئاسية بالإيعاز الى حليفها حزب الله بأن يتخلّى عن العماد عون لمصلحة فرنجية كمرشح توافقي مطروح من فريق 14 آذار والمدعوم عربياً وأوروبا وأميركياً وحتى روسيا، كما نقل عنه بعض الصحافيين  الذين التقاهم قبل بضعة أيام  في بنشعي لكي يوضح بعض المواقف التي صدرت عنه بعد اجتماع هيئة الحوار الوطني يوم الأربعاء الماضي وأثارت استياء حزب الله وكوادره النيابية والحزبية، الأمر الذي لا يزال وفق المراقبين بعيداً ولا يخدم  بالتالي النظرية الأخيرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب في لقاء الأربعاء النيابي.

أما بالنسبة إلى ما صدر عن اجتماع مجلس المطارنة الموارنة والذي اعتبره المراقبون تطوراً جديداً يمكن التوقف عنده، وهو تشجيعهم على متابعة الحوار الجاري حول الاستحقاق الرئاسي ليشمل الأفرقاء كافة، فلا يعدو في نظر آخرين بداية تراجع بكركي عن مواقفها السابقة، بالنسبة إلى حصر الرئاسة بالمرشحين الأربعة الأقوياء وفتح الباب أمام غيرهم بعد أن ثبت لها عدم إمكانية وصول أحدهم إلى رئاسة الجمهورية في ظل الانقسام الحاصل بين فريقي 14 و 8 آذار وأنه لا بدّ من البحث عن مرشّح آخر من خارج الاصطفافات القائمة، إلا أن هذا التمني جاء متأخراً، وبعدما وصلت الاصطفافات الداخلية والخارجية إلى ما وصلت إليه والتي يتحمل الآباء جزءاً كبيراً من مسؤوليتها، عندما أقروا بأن تحصر الرئاسة الأولى بالأربعة الأقوياء واقفلوا الباب أمام أية تسوية ممكنة أو محتملة.