عشية مشاركته والقائه كلمته في افتتاح اعمال المؤتمر السادس لدعم الشعب الفلسطيني في طهران، عرّج رئيس مجلس النواب نبيه بري على قانون الانتخاب والمداولات الدائرة في بيروت، كي يخلص الى دق ناقوس الخطر: غير مسموح الوصول الى فراغ ينهي البلد والدولة
طهران | لا تبعث سلسلة الاجتماعات الجارية حيال القانون الجديد للانتخاب على التفاؤل لدى رئيس مجلس النواب. كما في بيروت كذلك في طهران، موقفه نفسه: كل يريد القانون الذي يمكّنه من الربح.
بذلك تختلط عنده مسحة التشاؤم من جراء التمسك بالمواقف المسبقة بمسحة تفاءل هو استمرار دوران الاتصالات والمشاورات والاجتماعات وإن في حلقة مفرغة.
يقول بري: «لا تطور ملموساً بعد. وزير الداخلية وقع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة واحاله على رئيس الحكومة لتوقيعه. توقيع رئيس الحكومة المرسوم لا يعني انه ضد موقف رئيس الجمهورية. الوزير نهاد المشنوق معه حق في ما فعل، لأنه يطبّق القانون. والرئيس ميشال عون معه حق في ما يقول، لأنه يحفز الافرقاء ويشجعهم على استعجال وضع قانون جديد للانتخاب، اضف ان من الحرام ان نبقى على القانون الحالي النافذ، قانون الستين. الوزير مسؤول في حال لم يوقّع، والرئيس سعد الحريري ايضاً مسؤول في حال لم يوقع. كلاهما يحاسبان اذا لم يفعلا ربما في ما بعد. مع ذلك المهل القائمة ليست مشكلة. اذا توصلنا الى قانون جديد في الايام الخمسة او الثلاثة الاخيرة حتى التي تسبق نهاية ولاية المجلس، يُدرج في بند القانون الجديد تعديل مهل اجراء الانتخابات كي تقع في مواعيد جديدة. تالياً فإن تعديل المهل قابل للمعالجة شرط وضع قانون جديد للانتخاب. اي تمديد تقني ينشأ عن انقضاء ولاية مجلس النواب شرطه الاساسي وضع قانون جديد للانتخاب. لا تمديد خارج التمديد التقني المشروط. اذا صح وصف القانون النافذ بالعَرَج، فإنه يصح وصف التمديد بالكرسحة».
عن تطابق موقفه وموقف رئيس الجمهورية بأن لا تمديد تقنياً بلا قانون جديد للانتخاب، يلاحظ رئيس المجلس ان «في الاساس، قبل انتخابات الرئاسة وبعدها لم اختلف مرة مع التيار الوطني الحر في ماهية قانون الانتخاب. نحن واياه مع مشروع الدائرة الواحدة، ومشروع الدائرة الكبرى، ومشروع التأهيل، ومشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. اما اختلافنا ففي التفاصيل بعدما اقترح الوزير جبران باسيل تعديلات على مشروع التأهيل. الآن تحصل اجتماعات متتالية. حصل (امس) اجتماع عند الرئيس الحريري جمع علي حسن خليل وجبران باسيل، وسيليه اجتماع آخر في الساعات المقبلة. كل يوم ثمة محاولات. البارحة كان هناك اجتماع بيننا ووفد من وليد جنبلاط. ليست اللجنة الرباعية التي تجتمع، بل كلنا نعمل ولا احد خارج التشاور. انا اتشاور مع وليد جنبلاط وطلال ارسلان، ومع تيار المستقبل، وحزب الله وتيار المستقبل يتشاوران في لقاءات عين التينة، وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر ونحن نتشاور ايضاً. الشغل ماشي، لكن الخلاف هو على التفاصيل. كل فريق يريد القانون الذي يربح فيه، بينما قلت انا قبل سنوات ان ما نحتاج اليه هو قانون غامض النتائج».
يتطرق بري الى الاقتراحات التي حملها اليه النائب جنبلاط: «غير صحيح انه متمسك بقانون الستين. الآن يتكلم عن الصيغة المختلطة. لم يحمل مشروعاً متكاملاً بل ما يرتبط بدائرته وبالجبل خصوصاً. لا امانع في طرح اقتراحه وتسويقه شرط ان يتوافر توافق الآخرين من حوله على الاقل، ولا اقول عليه. وليد جنبلاط ليس العقبة والمشكلة في قانون الانتخاب. جعلوا منه شماعة لتبرير مواقفهم. اذا حُلّت مشكلة وليد جنبلاط هل نصل فوراً الى قانون جديد للانتخاب. اكيد لا، وسنظل نراوح مكاننا».
على انه يدق ناقوس الخطر: «لا يمكن ايصال البلد الى فراغ، ومن غير المسموح بذلك، وهذا يعني ان لا بلد بعد الفراغ. الدستور قال ان لبنان جمهورية ديموقراطية ذات نظام برلماني. عندما يسقط المجلس ويدخل في الفراغ ماذا يتبقى من الجمهورية؟ كل ما يجري من حولنا خطير، واي خطوة غير محسوبة تجعل كل ما فعلناه في الاشهر الاخيرة مهدوراً. طبعاً هناك خوف على لبنان لأننا في منطقة مضطربة. الذي لا يلمس التغيير من حولنا وفي العالم لا يبصر شيئاً. لم يعد الامر يقتصر على تقسيم المقسّم، بل ان اوروبا نفسها لن تنجو. الاتحاد الاوروبي في اسوأ حال، وبات ثمة تخل عن القارة العجوز. الرئيس الاميركي يسبق اسرائيل باشواط في استجابة مصالحها. هناك تسابق اميركي ــــ روسي على انتخابات الرئاسة الفرنسية».
ووصل رئيس المجلس الى طهران بعد ظهر امس، وكان في استقباله في مطار مهراباد النائب الاول لرئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور مسعود بازشكيان وعدد من اعضاء المجلس. وفي تصريح صحافي قال: «اتى هذا المؤتمر في الوقت اللازم، وآمل في ان لا نكتفي بالبيانات فقط، بل ان تنتج عنه اعمال مثمرة لمصلحة الجميع ويؤدي الى تقارب بين الجمهورية الاسلامية في ايران وجميع الجيران. لا ننسى ان لاسرائيل اطماعا ليس في المنطقة فحسب، بل في ايضاً في لبنان الذي هو الشوكة في عينها. الا ان المشكلة هي دائماً في عدم وحدتنا».
وشكر لايران دعمها المقاومة في لبنان «الذي أمن النصر والانتصار الدائم. لكن ذلك لا يكفي اذا لم نتوحد جميعاً، بدءاً من الفلسطينيين انفسهم».