IMLebanon

بري رئيساً … ونائب الرئيس … ؟  

 

 

اليوم سيلبّي أعضاء المجلس النيابي الجديد أي الذين انتخبوا بتاريخ 15 أيار دعوة الرئيس نبيه بري الذي هو رئيس السن وهو الرئيس السابق الذي حدد بتاريخ 2022/5/31 موعداً لانعقاد جلسة انتخاب الرئيس.

 

الجدير ذكره هنا ان الرئيس بري وإحساساً منه بالمسؤوليات الملقاة على هذا المجلس وضرورة أن لا نذهب الى التعطيل، كما هي الحال يوم انتخب فخامة الرئيس ميشال عون حيث بقينا لمدة عامين ونصف العام بدون رئيس، وكما سبق وجرى عند تشكيل الحكومات حيث استغرق الوقت على الاقل سنة لأنّ الطمع والاستبداد الذي مارسه صهر الرئيس ليختار الوزارة التي تعجبه، أو للاتفاق على عدد الوزراء الذين سيحصل عليهم… ومرّة أخرى من أجل الأسماء، ناهيك عن العدد وعن الثلث المعطل الذي أصبح عنواناً بارزاً في العهد الفاشل.

 

عند طرح أسماء نائب الرئيس، وكما هو معروف، فإنّ الدكتور سمير جعجع رشّح النائب غسّان حاصباني كنائب رئيس، والحقيقة أنّ الحاصباني من الرجالات النظيفين، وهو رجل محترم وصاحب كفاءة، ولكن د. جعجع يعلم علم اليقين أنه لا يستطيع أن يصل بمرشحه الى نيابة الرئاسة بدون الاتفاق مع الثنائي ولكن…

 

أما بالنسبة للصهر المدلل فإنه «يشتري ويبيع» في اليوم الواحد مائة مرة، خاصة انه هو صاحب نظرية «الكذب ملح الرجال»، ونظرية ثانية جديدة «ما حدا كذب ومات».

 

على كل حال، هناك صيغة فُرِضت عليه من رؤسائه الحقيقيين هي أنّ عليه أن يتوقف عن اللعب لأن الظروف لا تسمح بذلك، وهكذا فإنّ ما سيحصل اليوم هو ان عدداً كبيراً من جماعة الصهر سيصوّتون كل واحد حسب مزاجه أو في الحقيقة إذعاناً لليد العُليا التي تعطي كلمة السر.

 

كل الأنظار متوجهة الى ما سيحدث اليوم في هذا الاستحقاق الذي يبدأ بانتخاب رئيس المجلس ثم نائب للرئيس ثم أعضاء مكتب المجلس ورؤساء اللجان ومقرريها.

 

هناك شيء جديد سيختلف عن المشهد القديم، إذ ان هناك خمسة عشر نائباً من المجتمع المدني، وهؤلاء يحملون أجندة خاصة بهم، يريدون أن يغيّروا، وهنا ستبدأ المعركة ويشتد الصراع.

 

من ناحية ثانية، هناك أيضاً جماعة «الكتائب» الذين يملكون أجندة أيضاً مختلفة عن الجميع، وهم بطبيعتهم يرفضون كل شيء.

 

كذلك هناك مجموعات مستقلة لكنها تفتش عن مرفأ لترسو فيه مراكبهم.

 

يبقى ان الجميع سوف يتحدثون عن الأوضاع المعيشية الصعبة، وعن فشل الحكومات السابقة، وفشل العهد فشلاً ذريعاً، إذ لم يمر في تاريخ لبنان عهد خرّب ودمّر وأجهض كل شيء كما فعل ما يسمّى العهد القوي…

 

سوف نسمع الكثير من الخطابات ومن البرامج، وكل فئة سوف تدّعي ان عندها العصا السحرية للإنقاذ، ولكن نعود الى مصطلحي «نظرياً وعملياً» فالجميع يعرف ان ما يُقال نظرياً ليس بالإمكان أن ينجح عملياً.

 

كل هذه الأمور بسيطة أمام أكبر استحقاق سيؤدي الى انقسام البلد حوله وهو استحقاق السلاح.

 

السيّد استبق الجميع بقوله: «فلنحل المشاكل الموجودة مثل الكهرباء وتشكيل حكومة لتعالج الأزمات المعيشية والتدهور الاقتصادي ومن بعدها نبحث في السلاح».

 

الاتجاه الآخر يرفض هذا الطرح لأنه يعتقد ان السلاح هو سبب كل العلل.

 

وكل التدهور الاقتصادي والمالي والاجتماعي والمعيشي سببه السلاح، ومن دون هذا السلاح ومع الحياد سوف يعود لبنان الى سابق عده.