«الاستقالة (أو الاعتكاف) بالنسبة لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام يمكن أن تحصل الخميس (اليوم) في حال كان جواب «حزب الله» بشأن انشاء مطمر في البقاع الشمالي سلبياً»، هذا ما تؤكده مصادر خاصة بـ«اللواء»، لافتة الى أن سلام قد نفد صبره وطفح الكيل لديه، وانه ينتظر جواب الحزب الذي من شأنه إن كان ايجابيا أن يضع على السكة، تطبيق خطة الوزير أكرم شهيب المتعلقة بحل أزمة النفايات المكدسة في الشوارع.
وتعتبر المصادر ان الحزب يستطيع أن يؤمّن المطمر ان رغب بذلك، وان لم يرغب، فيعني أنه متجه نحو تفجير الاوضاع في لبنان من باب النفايات.
وتستغرب المصادر «الحملة الاعلامية المبرمجة ضد الرئيس سلام والتي تجسدت في بعض مقدمات نشرات الاخبار والبرامج السياسية وحتى الترفيهية»، لافتة الى أن هذه المسألة ليست بريئة وهي تهدف الى ابعاد المسؤولية عن المعطلين وإلقائها على رئيس مجلس الوزراء حصراً.
وتفيد مصادر أخرى، أن الرئيس سلام قد تلقى نصائح داخلية ومن دولة اقليمية لثنيه عن الاستقالة لأن «الأمر ليس في مصلحة لبنان في هذه الظروف»، لافتة الى أن «حزب الله» يتلقى اتصالات من رئيس مجلس النواب نبيه بري لحثه على السير بتسهيل خطة شهيب، وبالتالي عدم تعطيل الحكومة، تمهيدا لتأمين جلسة تشريعية لمجلس النواب يتم في خلالها اقرار المشاريع الملحة لا سيما المالية منها، والمتعلقة بالرواتب وتمويل المشاريع المقدمة من الدول المانحة والتي لا يمكن تأجيلها، نظرا لتلويح بعض هذه الدول بسحب أموالها لصالح دول أخرى بحاجة اليها.
وتستبعد المصادر أن تتجه الامور نحو التصعيد الامني أو عودة مسلسل الاغتيالات في المرحلة المقبلة، لأن الامر سوف يساهم في تصعيد التطرف والقيام بردود فعل أكان في لبنان أم في سوريا، وهنا لا مصلحة لـ «حزب الله» في هذا الوضع، خصوصا مع تزايد خسائره البشرية في سوريا على الرغم من التدخل الروسي المباشر هناك.
وترى المصادر أن ايران ليست في وارد الطلب من الحزب تصعيد الموقف أكثر في لبنان، خصوصا وأنها بدأت تدخل على خط الأزمة السورية كلاعب رئيسي بعد استبعادها منذ أيام، وهي في المقابل لاتزال تمسك بورقة مهمة في لبنان الا وهي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذه الورقة كافية في الوقت الراهن.