تمسُّك برّي بالسلّة الواحدة يحدّد وجهة جلسة الحوار في الخامس من أيلول
والإستحقاق الرئاسي مؤجَّل رغم تفاؤل البعض برئيس قبل نهاية العام
تمسّك برّي بالسلّة الواحدة مرفوض من قبل قوى الرابع عشر من آذار وبادر عدد من نوابها إلى رفض مثل هذا الطرح
هل يكون مصير جلسة الحوار في الخامس من أيلول المقبل أفضل من الجلسات الثلاث التي عُقدت في الثاني والثالث والرابع من شهر آب الجاري، أم أنها ستكون من حيث نتائجها أسوأ منها؟
الرئيس نبيه برّي الذي يرعى اجتماعات هيئة الحوار ويحرص على استمرارها كاشف النواب الذين التقاهم في لقاء الأربعاء بحقائق المناقشات التي دارت بين أطراف الطاولة حول السلّة الواحدة التي طرحها على الطاولة والتي تضم انتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون جديد للانتخابات على أن يسبق إقرار القانون إنتخاب الرئيس ولا يُعمل به إلا بعد الانتخاب وكيف تضاربت الآراء حول هذا الاقتراح مما أدّى إلى التوسّع في السلّة وصولاً إلى اللامركزية الإدارية ومجلس الشيوخ، ما أدّى بدوره إلى تشعّب النقاش واتساع الهوّة بين المشاركين في الحوار وإلى فضّ الإجتماع الثالث من دون نتيجة في الوقت الذي سبق اجتماع الثلاثية معلومات عن تقدّم الاتصالات البعيدة عن الإعلام في شأن الاستحقاق الرئاسي وارتفاع أسهم مرشّح حزب الله المفترض العماد ميشال عون على منافسه مرشّح الرئيس سعد الحريري الوزير السابق سليمان فرنجية.
يقول أحد النواب الذين حضروا لقاء الأربعاء النيابي أنه شعر من العرض الذي قدّمه الرئيس برّي عن مناقشات جلسات الحوار الثلاث وما آلت إليه النتائج أنه ميّال إلى التشاؤم في شأن إمكانية الاتفاق في وقت قريب على الانتهاء من مأزق الاستحقاق الرئاسي لأن شقة الخلاف في نظره بين الفرقاء ما زالت عميقة ومن الصعوبة بمكان ردم الهوّة والوصول إلى قواسم مشتركة قبل حلول موعد جلسة الحوار المقبلة في الخامس من أيلول المقبل، ولذا اعتبر أن انتخاب رئيس جمهورية وحده لا يحلّ المشكلة، بمعنى أنه لا يزال متمسّكاً بالسلّة الواحدة وبالإتفاق على قانون انتخاب وعلى انتخاب مجلس شيوخ قبل انتخاب رئيس الجمهورية وإن كانت الأولوية عنده لا تزال لانتخاب الرئيس، الأمر الذي يُعيد إلى الواجهة زيارة المرشح سليمان فرنجية إلى الرئيس برّي وتصريحه من عين التينة بأنه مستمر في ترشيحه طالما أن هناك نائباً واحداً يدعم هذا الترشيح، كذلك التوضيحات التي صدرت عن عدد من نواب تيّار المستقبل والتي تُجمع على أن نواب التيار في اجتماعهم برئاسة الحريري لم يصوّتوا على تأييد أو عدم تأييد عون لرئاسة الجمهورية كحلّ لا بدّ منه لإنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية، ووقف التدهور العام مع استمرار تبنّيهم ترشيح نائب زغرتا لمنصب الرئاسة الأولى حتى إشعار آخر.
ويقول أحد النواب أن كلام الرئيس برّي عن أن انتخاب الرئيس لا يحلّ المشكلة لا يحتاج إلى أي تأويل أو تفسير لأنه واضح وضوح الشمس في عزّ شهر آب، ويحمل دلالة على تمسّك برّي بالسلّة الواحدة المرفوض من قبل قوى الرابع عشر من آذار والتي بادر عدد من نوابها إلى رفض مثل هذا الطرح واعتباره مخالفاً للدستور الذي ينص على انتخاب الرئيس أولاً خصوصاً وأن له رأياً وازناً في وضع قانون الانتخابات النيابية فضلاً عن أنها بمثابة انقلاب أبيض على حدّ ما اعتبرها الرئيس الأسبق أمين الجميّل بعد لقائه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد.
وفي السياق نفسه، نقل وزير التربية بوصعب عن الرئيس برّي بعد زيارته له أمس كلاماً فُهم منه أن رئيس المجلس يستعجل انتخاب رئيس جمهورية من ضمن سلّة كاملة قبل نهاية العام الجاري وإلا فإن الأمور الداخلية ستسوء بشكل كبير، لا سيّما وأن هناك استحقاق الانتخابات النيابية التي يوجد تفاهم على إجرائها في موعدها ولو لم يتم التوصّل إلى قانون جديد للانتخابات النيابية يحلّ محل قانون الستين المعمول به، وقد سبق للرئيس برّي أن حذّر من إجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين بوصفه يؤدي إلى فتنة داخلية.
وفي ظل إصرار الرئيس برّي على السلّة الكاملة واعتبار أن انتخاب الرئيس وحده لا يشكّل حلاً للمشكلة الداخلية، تصبح الأجواء التي تسبق الخامس من أيلول موعد اجتماع هيئة الحوار الوطني محفوفة بالفشل أكثر منها من النجاح الذي يتأمله الرئيس برّي وعبّر عنه في سلسلة مواقف أطلقها بعد انتهاء الثلاثية الحوارية خصوصاً وأن فريق الرابع عشر من آذار ولا سيّما الفريق المسيحي منه يرفض بشكل قاطع السلّة ويصرّ على اعتماد الآلية الدستورية التي تنص صراحة على إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس جمهورية خصوصاً وأنه لا يصحّ من الناحية الدستورية إجراء الانتخابات النيابية في ظل استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية.