بعد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد طاولة حوار جديدة وببنود مغايرة للطاولات السابقة، بدأت تساؤلات عن مصير الحوار بين «تيار المستقبل» و»حزب الله» وعن مدى جدواه في المرحلة المقبلة.
وفي هذا الاطار، تشير مصادر المستقبل لـ»اللواء» الى أن حوار مجلس النواب لن يلغي أقله في المدى المنظور الحوار مع الحزب، لافتة الى اختلاف المواضيع المطروحة على جدولي أعمال هذين الحوارين، باستثناء موضوع رئاسة الجمهورية والذي يشكل قاسما مشتركا بين الجدولين.
وترى المصادر، أنه في حال أعطى حوار ساحة النجمة والذي تغيب عنه «القوات اللبنانية» فقط، ثماره المرجوة، سنكون أمام احتمال الغاء الحوار الثنائي مع «حزب الله»، والذي يركز بشكل أساس على مسألة الصراع المذهبي في المنطقة وضرورة تحييد لبنان ما أمكن عن هذا الصراع.
وتؤكد المصادر أن كل اللقاءات السابقة بين «المستقبل» والحزب في عين التينة، كانت فاشلة فيما يتعلق برئاسة الجمهورية، اذ يتمسك كل طرف بموقفه الداعم لمرشحه.
ومن هنا، يمكن الاستنتاج أن هدف بقاء الحوار الثنائي هو التخفيف من حدة التشنجات المذهبية وأن الملف الرئاسي سيرحل الى طاولة الحوار خصوصا وأنها تضم أطرافا مسيحية مختلفة وحلفاء كثر للقوات الغائبة.
كما يمكن التأكيد، من جهة أخرى ووفق مصادر قواتية، أن الحوار الثنائي الثاني بين «القوات» و»التيار العوني» والذي ترجم باعلان النوايا، سيبقى ساري المفعول، لا سيما في ظل مقاطعة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للحوار وتجنبه في خطابه الأخير أي سجال مع النائب ميشال عون، وبالتالي استمرار التهدئة الاعلامية والسياسية بين الطرفين.
وانطلاقا مما تقدم، تشير المعطيات الى أن الطبقة السياسية تهدف من وراء توحدها وان بالشكل، الى مواجهة الحراك المدني سلميا، والقول ان وراء الأحزاب أيضا جماهير غفيرة عليها أن تعالج مشاكلها وتتحدث باسمها، وقد بدا بعض هذه الجماهير في شوارع مختلفة، وكان هذا البعض بمثابة عرض عضلات لأحزاب عدة، مثل حركة «أمل» و»التيار الوطني الحر» و»القوات».
ويستند أصحاب هذا الرأي في تحليلهم، الى الاعتقاد السائد بأن حوار مجلس النواب سوف يكون مجددا أشبه بحوار الطرشان، وسيساهم بتقطيع الوقت ريثما تنضج طبخة الرئاسة في الخارج.