Site icon IMLebanon

برّي: The Big Boss

 

في المقابلة الأخيرة مع الزميل مارسيل غانم، أطلق المعاون أوّل علي حسن خليل واحداً من أرانب «الإستيذ» الرشيقة واللطيفة. «كرَج» الأرنب ولم ينتبه إليه كثيرون: «يجب أن يختم الرئيس بري الجلسة ونفتح دورات وليس الجلسات وإلّا إذا بقيت الجلسة مفتوحة نكون قد عطلنا عمل المجلس» الرئيس بري عاد بنفسه وكرر ما قاله أبو حسن أكثر فقهاء الدستور عمقاً وحصافة، بإعلانه استعداده لعقد جلسة انتخابية بدورات متتالية أولى وثانية وثالثة ورابعة، «وفي حال لم نتمكن خلالها من انتخاب رئيس فمن واجبي ان اقفل محضر الجلسة ثم احدّد موعداً لجلسة أخرى في وقت قريب».

 

وخلاصة ترجمة اجتهاد المرؤوس والرئيس، في مرحلة لا تحتمل «خفّة»، أن مسألة الإنتخاب بجلسة مفتوحة غير مطروحة مطلقاً. ستبقى الآلية نفسها. جلسة فتعطيل، جلسة فتعطيل…إلّا في حال نال مرشح «الثنائي التعطيلي» سليمان بك فرنجية 65 صوتاً وما فوق في دورة أولى. إذّاك تُفتح على شرفه دورة ثانية ويقفل المحضر وألف مبروك. لو حصلت المعجزة في حزيران الفائت، لكان مصير الأرنب ضربة على قفا رأسه. يتبع الاغتيال السلق مع المطيّبات. يلي سلق الأرنب إعداد طبق ملوخية من لحم المغدور في عين التينة ويسرّني أن أكون في طليعة المدعوّين.

 

غريب منطق «الإستيذ».

 

ساعة يبتكر آليات «ثقيلة» على الهضم. ساعة يخترع بدعة «التوافق» غير المشار إليها ولو تلميحاً في أي نص دستوري. وساعة يشدد على حق النواب الدستوري في التعطيل إلى ما شاء الله… وحزبه.

 

وعجيب إيمان «دولته» الراسخ بثقافة الحوار المنتظم وجدواه في كل شأن خلافي. ولا يبزّه في هذا الإيمان سوى الشيخ نبيل قاووق.

 

غريب كيف يجمع دولة الرئيس في شخصه صفتين رائعتين: رجل الدولة وتوأم الدويلة.

 

وعجيب كيف لم يُعدّل، ما يجب تعديله في المادة 49 من الدستور في عهد الرئيس بري الممتد على ثلاثة عقود ونيّف، وخصوصا بمسألة القسم. ويطيب لي في هذه العجالة وهذه المقالة أن أقترح على دولته وعلى أمين المخازن هذا النص:

 

«أحلف بالله العظيم انني احترم دستور الامة اللبنانية وأعرافها واحمي ظهر المقاومة الإسلامية في لبنان وسلامة مخازنها»

 

غريب كيف يستخف رئيس المجلس بمواقف رئيس أكبر كتلة برلمانية معارضة وعجيب كيف ينبهر برئيس أصغر كتلة موالية (نائبان وقيمة مضافة على النيابة).

 

والغريب العجيب وصف آموس هوكشتاين للرئيس نبيه بري في القمة الأخيرة التي جمعتهما في قصر الضيافة (عين التينة سابقاً) بأنه الـ Boss. تسرع الديبلوماسي الجنتلمن في حضرة صاحب الدولتين والفخامة والقيادة والحنكة والمهارة والإدارة والقائم مقام القيّم على شؤون الجمهورية اللبنانية الصغرى والكبرى وعلى مؤسساتها. الصحيح أن الرئيس نبيه بري هو The Big Boss