ظلت أصداء الهجوم الارهابي الذي استهدف جبل محسن تتردد في عين التينة أمس. وبرغم الخسائر التي لحقت بالابرياء جراء التفجيرين الانتحاريين، إلا ان الرئيس نبيه بري بدا مرتاحا لتحويل هذه الخسائر الى أرباح في معركة توحيد الصفوف ضد الارهاب، وهو ما عبّر عنه خلال اتصال هاتفي أجراه بالشيخ اسد عاصي.
ويقول بري امام زواره ان موقف أبناء جبل محسن الذين عضوا على الجرح وتعالوا على الوجع يستحق التوقف عنده مليا، معتبرا ان هذا الموقف ارتقى بوطنيته وانضباطيته الى مستوى الشهداء الذين سقطوا.
ويضيف: بفضل هذا الموقف المشرّف، وبفضل تعاطف مرجعيات طرابلس وأهلها مع جبل محسن وكلام الرئيس سعد الحريري الإيجابي، يمكننا القول اننا ربحنا تسعة شهداء وخسر الارهابيون قتيلين.
ويلفت بري الانتباه الى ان غاية القوى الارهابية لم تكن تنحصر في إسقاط ضحايا في المقهى المستهدف، وإنما كانت ترمي الى إحداث فتنة مذهبية، يذهب ضحيتها عدد أكبر بكثير من ذاك الذي سقط بفعل التفجيرين الانتحاريين.
ويشدد بري على ان وعي اللبنانيين عموما، وأهالي جبل محسن وطرابلس خصوصا، أحبط هذا المخطط، وحوّل الجريمة من رافد للصراع المذهبي الى حافز للتلاقي وتحصين الوحدة الوطنية، لا سيما على مستوى الساحة الاسلامية، وبذلك يكون دم الشهداء قد فرض معادلة معاكسة تماما لتلك التي كان يريدها الارهابيون.
ويرى رئيس المجلس ان المسؤولية الوطنية التي تعامل بها الجميع مع الجريمة هي إحدى ثمرات أجواء الحوار الداخلي، متسائلا: ماذا كان سيحصل لو وقع هذا الهجوم الارهابي، ولا يوجد حوار؟ بالتأكيد كنا سنجد أنفسنا امام مخاطر داهمة.
ويوضح بري ان الجلسة الثالثة من الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» ستعقد هذا الاسبوع، بحضور الوزير علي حسن خليل، مشيرا الى ان الطرفين هما اللذان يحددان من أي بند سينطلق النقاش في هذه الجلسة.
ويؤكد بري ان الجلسة السابقة من الحوار كانت منتجة، على صعيد المسائل المتعلقة بالخــطة الامنية و«سرايا المقاومة» والمطلوبين للعدالة، مشددا على ان لقاء «حزب الله» و«تيار المستقبل» يساهم في تأمين الحصانة والغطاء الضروريين للامن الوطني.
وعندما يُسأل بري عن تعليقه على مشاركة رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في المسيرة الباريسية ضد الارهاب، يجيب: لقد ذهب نتنياهو الى باريس ليستثمر على دماء الفرنسيين ويحرض على العرب والمسلمين، مفترضا انها اللحظة المناسبة لمثل هذه اللعبة الخبيثة.
وفي ما خص ملف النفايات، يقول بري ان جلسة مجلس الوزراء اليوم تتجه نحو حسمه بالتوافق إذا أمكن، وإلا فان اتجاه رئيس الحكومة هو لاعتماد التصويت، على ان يسجل المعترضون تحفظهم.
ويتابع: أنا مع الرئيس سلام في هذا الخيار، وقد طلبت من وزيري «حركة أمل» تأييد مبدأ التصويت في حال عدم الوصول الى تفاهم، لان هذه المهزلة يجب ان تتوقف.
ويلفت بري الانتباه الى ان هذا الملف لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة، لان النفايات ستجتاح البلد بعد أسبوع إذا لم يتحمل مجلس الوزراء مسؤولياته، متسائلا: هل يجوز ان تصبح النفايات جزءا من التوازنات الطائفية؟.. هذا معيب.