لم يعد من الجائز بعد الجلسات التي يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية، السكوت عن عدم التئامه لأن النصاب لم يكتمل. تحولت الدعوة الى “مهزلة مملة ومن الأفضل تغيير التعامل مع هذه المسألة”، وفقاً لسفير دولة كبرى يتابع الملفّ، لأن بلاده متخوّفة من أن يكون هناك خطة لإنهاء النظام السياسي في لبنان، والفريد من نوعه بين دول المنطقة باعتباره يجسد العيش المشترك والاختلاط بين مختلف الطوائف، فيما الاقتتال المذهبي يشعل الحرب في أكثر من دولة عربية من أجل نشوء كيانات مذهبية لا يمكن لبنان أن يكون واحداً منها، ولا سيما أنه يحضن حالياً كل مسيحيي الشرق الذين يعانون الاضطهاد، سواء في سوريا أو في العراق”.
وأضاف: “ان على رئيس مجلس النواب دوراً ازاء هذا الواقع، ولا يجوز البقاء على الرتابة التي يتبعها بالدعوة الى جلسة جديدة في كل مرة لا يكتمل النصاب، لان مثل هذه الدعوات لا جدوى منها، واذا كانت لرفع العتب فهو يتهم بالتقصير في واجباته”. ونبّه الى أن تجديد الدعوة للمجلس للمرة الـ21 “يعتبر مساعدة لمن يعرقل النصاب”.
وتدارك: “لا يمكن اتهام بري بأنه سيئ النية، وخصوصاً أنه يطلب من نواب كتلته الحضور الى مقر البرلمان منفصلاً عن القوى الحليفة له. الا انه في الوقت نفسه لا يمكن إبقاء المجلس الذي يترأسه عاجزاً عن انتخاب رئيس بعد فراغ في قصر بعبدا استمر حتى امس 291 يوماً. هذه مخالفة للدستور”.
وتابع: “معروف عن الرئيس بري أنه معلّم المخارج ويمكنه الخروج عن الأسلوب المكرر في توجيه الدعوات التي تحوّلت الى نظريات، ويعلم هو والنواب الذين يحضرون في كل مرة الى مقر المجلس أن نواب كتلتي التيار الوطني الحر والوفاء للمقاومة سيتغيبون من أجل تطيير النصاب، وهم لن ينزلوا الى ساحة النجمة حتى إشعار آخر، والبعض بدأ يشكك، حتى إذا ما تم التوصل الى توقيع الاتفاق النووي بين الدول الست من جهة، وإيران من جهة أخرى، في تأمين نصاب الجلسة اذا تم اتفاق على رئيس تسوية غير عون وسمير جعجع”.
وأشار الى أن على رئيس المجلس اعتماد طريقة أخرى لتأمين النصاب تختلف عن المعمول بها حالياً، بالتفاهم مع القوى المعرقلة، أو بتجاوزها”.
وقيل له إذا لم يحضر الى مقر البرلمان سوى 55 نائباً بدلاً من 86، أيجوز انتخاب رئيس بهذا العدد؟ فسارع الى الإجابة: “أكد سفراء الدول الكبرى المعتمدون لدى لبنان، مع اقتراب موعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في أيار الماضي أن ليس هناك دولة لها مرشحها أو شرط على مرشح أو فيتو، إفساحاً في المجال للبننة الاستحقاق. إلا أن القوى السياسية الفاعلة فشلت الى الآن في تأمين البديل، ولم تنجح فرنسا أيضاً في تذليل العوائق لانتخاب رئيس. يبقى على الرئيس بري، بما له من علاقة جيدة مع من يعرقل النصاب، أن ينهي المانع لانتخاب رئيس ويلبنن الاستحقاق ولو لمرة واحدة”.
وختم بأن “علاقته جيدة بإيران، وإذا كانت تؤجل أي دور لها في هذا الاستحقاق فيمكنه اقناعها بالقيام بذلك”.