هل صحيح ان الحرب المالية التي فتحتها الادارة الأميركية محصورة بحزب الله أم انها تطاول وتصيب لبنان عموماً؟ ثم هل ستستعمل متفجرة بنك لبنان والمهجر لتوسيع ورفع وتيرة حربها هذه؟
كل الدلائل تشير الى ان واشنطن لجأت الى هذا الاسلوب من الضغط المالي بعد ان فشلت في تحقيق اهداف تخطط لها، أكان من خلال التهويل السياسي او من خلال التهديدات المباشرة.
ووفقاً للوقائع والمعطيات فان الدوائر الأميركية قد وضعت جدول عمل لما تحرص على تسميته بالتدابير المالية ضد حزب الله ومؤسساته. غير ان التدابير والقرارات واللوائح التي ترسلها الى لبنان تؤشر بوضوح الى ان الاجراءات المطلوبة من لبنان تتجاوز الاهداف المعلنة، ما يطرح اسئلة عديدة حول الغايات الحقيقية منها والاخطار التي قد تترتب عنها ليس على الحزب بل على الاقتصاد اللبناني برمّته.
ومنذ اللحظة الاولى ادرك الرئيس بري مخاطر الخطوة الاميركية فسارع الى ارسال وفد نيابي الى الولايات المتحدة من اجل مناقشة وشرح مخاطر الاجراءات الاميركية، ثم اوفد وزير المال علي حسن خليل في مهمة تستكمل المحاولة الاولى.
ولم يتوهم رئيس المجلس بأن الادارة الاميركية ستتجاوب فوراً مع مسعاه، لكنه تابع بكل ما لديه من معارف وعلاقات العمل لوقف الاجراءات الاميركية او على الاقل درء مخاطرها والحد من مفاعيلها وتوسّعها. وقد عبر عن ذلك مراراً امام السفير الاميركي ريتشار جونز العائد الى بلاده، طالبا نقل تحذيراته من مغبة ومخاطر التدابير الاميركية على لبنان واللبنانيين.
ولا يخفي الرئيس بري مخاوفه بعد كل ما فعله حتى الآن وبعد اجتماعه مؤخراً بمساعد وزير الخزانة الأميركية دانيال غلايزر من تمادي ا لادارة الاميركية في هذه القرارات والاجراءات خصوصاً انها لا تنحصر مفاعيلها على حزب الله بل تطاول شرائح لبنانية واسعة وتصيب الاقتصاد اللبناني بشكل مباشر.
وفي هذا السياق يعود الرئيس بري الى التذكير بما قاله لغلايزرمن امثلة ووقائع كثيرة تؤكد ان ما قامت وتقوم به الادارة الاميركية يتجاوز حزب الله، فعلى سبيل المثال هناك حوالى مئتي بلدية مشتركة لحركة «امل» وحزب الله، فهل وفق المعيار والاجراءات او القرارات او الرسائل الاميركية ممنوع على هذه البلديات المنتخبة الحصول على اموالها من وزارة المال تحت حجة العقوبات على حزب الله.
واضاف الرئيس بري ان رئيس مجلس النواب اللبناني وهناك كتلة نيابية وازنة لحزب الله في المجلس النيابي، وانا من يوقع شيكات مخصصات النواب، فهل المطلوب استثناء التوقيع على رواتب نواب الحزب؟ مع العلم انني بعلم القاصي والداني حليف لحزب الله بل انا الحليف الاول له.
وفي معرض شرحه كيف ان الاجراءات والقرارات الاميركيةتطاول شريحة واسعة من اللبنانيين قال بري للمسؤول الاميركي ثمة تداخل مشترك في العائلات الشيعية، وهذا بطبيعة الحال ينعكس تداخلاً بين الحركة والحزب. كما ان هناك قوى سياسية عديدة تتعاون مع حزب الله ومنها على سبيل المثال التيار الوطني الحرّ وآخرين، فاذا اردتم تطبيق اجراءاتكم كما بدأتم فان ذلك يعني انها ستطاول هذه القوى بل ستؤثر على كل الاقتصاد اللبناني والحركة الاقتصادية في البلاد.
وخاطب بري غلايزر قائلا «ان كنتم تثقون بحاكم مصرف لبنان احصروا العلاقة معه، فاذا كنتم تريدون حلولاً عليكم ان تأخذوا بهذا الامر، اما اذا لم تخشوا بما اقوله فهذا يعني انكم ستخربون لبنان».
وفي شأن متفجرة بنك لبنان والمهجر ينقل عن الرئيس بري قوله انه يتوقع توجيه المزيد من الاتهامات لحزب الله على غرار ماحصل بالنسبة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 عندما وجهت الاتهامات الى سوريا ثم الى الحزب.