هل باتت الساحة المحلية على عتبة «الاتي الاعظم» في ظل التصعيد الخليجي المتمثل بطلب دول التعاون الخليجي من رعاياها عدم التوجه الى لبنان وما هي سلة الاجراءات التي ستأخذها الدول المذكورة حيال اللبنانيين العاملين على اراضيها، علما ان لهم الفضل في نهضتها الاقتصادية من خلال المساهمة باعمارها وازدهارها واستقرارها؟ وهل المطلوب اخضاع لبنان وتدجينه من خلال اقفال ابواب الرزق في وجوه ابنائه، ومعظمهم من النخب في عالم العلم والمعرفة والاعمال والاقتصاد؟ وما هي الجريمة التي ارتكبتها الحكومة اللبنانية من خلال موقفها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية بوقوفها على حيادية منطقية حيال الصراع السعودي – الايراني للحفاظ على «الستاتيكو» القائم على الحلبة الداخلية كي لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم؟ وهل الفشل السعودي في اليمن غير السعيد وعلى الساحة السورية الدامية مطلوب تعويضه في لبنان من خلال تدفيعه ضرائب على بضائع لا علم له ولا خبر بها؟
الاوساط المواكبة للمجريات تقول ان الحلقة الاضعف في السلسلة غالبا ما تدفع الثمن، وان الساحة اللبنانية المتلقية مرآة للميدان السوري وتداعياته، حيث تتسارع مؤامرة «تقسيم المقسم» وفق توصيف رئيس مجلس النواب نبيه بري للمجريات على الرقعة التي رسمها اتفاق سايكس – بيكو. ويبدو الامر واضحا من خلال موقف وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اعلن في الاول من امس ان سوريا تتجه نحو التقسيم ولا غرابة في كلام كيري كون تطبيق المخطط في الميدان يشير الى ذلك مع بروز تضاريس دولة علوية في الساحل ودولة كردية على الشريط الحدودي السوري – التركي، اضافة الى دولة درزية يعمل على ربط مفاصلها من السويداء وصولاً الى الجولان وسط معلومات عن ان واشنطن لن تعارض قيام دولة سنية من الرقة السورية الى الموصل في العراق بعد القضاء على «داعش».
وتضيف الاوساط انه في غمرة هذه الحرائق والغموض معا توقف المراقبون جيدا امام كلام بري في البرلمانين البلجيكي والاوروبي والذي وصف فيه لبنان بـ«اللوحة الجميلة المتعددة الالوان» ما يشير الى نقزة رئيس مجلس النواب من مخطط ما قد يؤدي الى تغيير الديموغرافيا في لبنان. من خلال توطين النازحين السوريين الذين تعدوا المليون ونصف ناهيك باللاجئىن الفلسطينيين ما يعني ان الوافدين الى لبنان باتوا يشكلون ما يفوق الخمسين بالمئة من عدد سكانه وما يعنيه الامر على الساحة الداخلية وما يترتب عليه من تداعيات طائفية واجتماعية واقتصادية.
ولعل اللافت وفق الاوساط انه في ظل المعمعة التي احدثتها السعودية تتدفق وفود استخباراتية اوروبية على لبنان في عملية استطلاع واسعة للمجريات لا سيما ان الدول الاوروبية تراهن على المعنيين بفتح ابواب دمشق لها لوصل ما انقطع معها اثر غرق اوروبا بموجات منظمة من النزوح السوري اشرفت عليها السلطات التركية ثأرا لرفض القارة العجوز انضمام «الرجل المريض» الى الاتحاد الاوروبي ومن صلب مهمات الاجهزة الاوروبية محاولة الحصول على سجلات نفوس النازحين السوريين الى دولها لفرز النازح بفعل الاحداث السورية عن الخلايا الداعشية التي تم تسريبها اليها عبر موجات النزوح. فهل هذا الحماس الاستخباراتي الغربي يتعلق بهذا الموضوع ام ان لدى الاوروبيين معلومات لا تبشر بالخير حول احداث ستحصل على الساحة المحلية وسط كلام كثير ولكنه شبه مؤكد عن قيام جمعيات غير رسمية تنشط في مخيمات النزوح تعمل على احصاء السوريين الذكور الذين ادوا الخدمة الالزامية في الجيش السوري والاهداف المشبوهة من خلال ذلك. فماذا تخبئ السعودية للبنان في تأزيمها للاوضاع؟