Site icon IMLebanon

بري: حسناً فعل رئيس الجمهورية…وانا معه

 

قبل ان يغادر شرم الشيخ الى بيروت مقصّراً فترة زيارته لها بسبب التطورات المتعلقة باعلان الرئيس الحريري استقالته من السعودية ردّد الرئيس نبيه بري اكثر من مرة «لو لم اكن في مصر لاتيت اليها»، ولو لم يكن لدي موعد مع الرئيس السيسي لطلبته». وهذا الكلام يعكس اهمية نتائج لقائه مع الرئيس المصري الذي اخذ الوضع اللبناني المستجد حيزاً كبيراً منه.

ويقول الرئيس بري ان ست ساعات من الاتصالات التي جرت بين اركان الدولة وعدد من القيادات والمسؤولين اثمرت عن تهدئة الوضع والعمل على احتواء ما جرى بشكل جيد، منوها ايضا بخطاب وكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي يصبّ في هذا الاطار.

لكن هذه التهدئة لا تحل الازمة فنحن ما زلنا في قلبها وهناك تطورات متلاحقة يمكن ان تؤدي الى خيارات مختلفة، ومن بينها واولها بقاء الحكومة باعتبار ان استقالة الحريري هي حتى الآن اعلامية وليست دستورية كما يقول الرئيس بري، مضيفاً ان الاستقالة دستورياً يجب ان تجري وفق الاصول اما بان تكون خطية او «جسدية» بمعنى ان يقدم رئيس الحكومة الاستقالة مباشرة لرئيس الجمهورية وهذا لم يحصل.

وبرأي الرئيس بري اننا امام احتمالات غير محسومة، ولكن في حال لم تبق هذه الحكومة فان البديل عنها يصب لصالح حكومة تكنوقراط تضم وزراء غير حزبيين ومن المستقلين او غير طائفيين، وهذا امر صعب يحتاج الى التفتيش «بالسراج والفتيلة» عليهم، غير انه يمكن في النهاية ايجاد اشخاص في اطار حكومة تكنوقراط من رئيسها الى كامل وزرائها.

وهذه الحكومة، ان اتجهت الامور اليها، رغم قصر عمرها امامها مهمات مهمة جدا لاتخاذ قرارات عديدة تتعلق بملفات حيوية ومنها على سبيل المثال ملف النفط الذي اصبح جاهزا بعد ان انجزت الهيئة الناظمة للنفظ ملفا مفصلا بالارقام وكل شيء. هذا عدا عن مهمتها الاساسية ايضا وهو اجراء الانتخابات النيابةي، مع العلم ايضا ان حكومة تصريف الاعمال تستطيع ان تجري الانتخابات ولا شيء يحول دون ذلك لا دستوريا ولا سياسيا.

وقبل الوصول الى حسم الخيار بالنسبة لوضع الحكومة، يرى الرئيس بري، ان هناك مؤشرات سلبية وايجابية يمكن مراقبتها ومتابعتها. ويشير في هذا المجال الى اجتماع اوروبي مقرر يوم الاربعاء المقبل فاذا ما شارك فيه الرئيس الحريري فان ذلك يعني ان يمارس مهامه كرئيس للحكومة وهذا مؤشر من المؤشرات الايجابية على عكس مؤشر سلبي حصل وهو عدم مشاركته في منتدى شباب العالم في شرم الشيخ وعدم لقائه الرئيس المصري كما كان مقرراً. وفي كل الاحوال لا عذر له لبقائه في الخارج. اما الكلام عن الانتظار ليوم الخميس (بعد غد) فهو مرتبط بموعد انعقاد مجلس الوزراء فاذا حضر الى لبنان يعتبر امرا ايجابيا اما اذا لم يحضر فيوضع الامر في الخانة السلبية.

وبالعودة الى موضوع اعلان الحريري استقالته من السعودية يرى الرئيس بري ان هذه الاستقالة لم تحصل وفق الاصول الدستورية حتى الآن.

وحسناً فعل الرئيس عون عندما قرر الانتظار ولم يقبل الاستقالة وانا معه، وقلت له ذلك خلال تواصلنا.

ويضيف بري ان لا مهلة دستورية لرئيس الجمهورية بالنسبة لقبول الاستقالة او عدم قبولها. لكن في اي حال فانه لا يمكن الانتظار طويلاً، وهذه المهلة تحددها التطورات ومسارها وقد تكون اسبوعا او عشرة ايام او 15 او 20 يوماً، وطبعاً هي ليست مفتوحة لان البلد لا يحتمل ذلك.

وعن العلاقة الطيبة مع الرئيس الحريري يقول الرئيس بري «حب الشخص لا يقاس باهمية حب لبنان او نصفه او ربعه او حبة تراب منه. انا مع لبنان واشهد انني دافعت وبذلنا دماً من اجل لبنان، ولقد قدمت حركة امل 2700 شهيد في مواجهة العدو الاسرائيلي ودفاعاً عن لبنان وعن العروبة وانا اؤمن بالعروبة ولا احد يستطيع ان يشك بذلك، والمسألة ليست مسألة شخصية بل هي مرتبطة بالبلد ومصيره وسيادته.

ان ما حصل وقد اصاب البلد ما اصاب. يضيف الرئيس بري، ما حصل ان هناك ثوباً قد «انفرط» وعملنا الان ينصب على كيفية اعادة «تقطيب ما انفرط».

وفي شأن الانتخابات يؤكد الرئيس بري ان لا شيء يعيق اجرائها دستورياً، ولا احد في عدم اجرائها لانه اولاً محصن بوجود قانون الانتخابات، وبتعيين هيئة الاشراف عليها، والمهل التي حددت ايضاً، لا بل ان هناك موعداً محدد اعلنه وزير الداخلية بذاته.

وعما اذا كان يمكن لوزير الداخلية ان يمتنع عن توقيع مراسيم الانتخابات يؤكد بري انه لا يستطيع ذلك مطلقاً. ومرسوم دعوة الهيئات الناخبة لا يحتاج الى مجلس الوزراء وهو مرسوم عادي.