إثنان أبديا ارتياحاً لكلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء الجمعة الفائت. الأول النائب سليمان فرنجية الذي عبّر علناً، وعلى طريقته، عن هذا الارتياح فور انتهاء كلام نصرالله. والثاني هو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يُخفِ ارتياحه أمام مجموعة من الذين زاروه خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وإذا كان سبب ارتياح فرنجية معروفاً باعتبار انه لمس في كلام الأمين العام للحزب «ايجابيات كثيرة» تجاهه سياسياً وشخصياً، فإن اسباباً عديدة دفعت الرئيس بري الى الإعراب عن هذا الارتياح، كما نقل عنه زواره، ابرزها:
1 ان كلام نصرالله فتح الباب امام مرشح ثانٍ هو النائب فرنجية وإن تمسك الاول بالتزامه «الاخلاقي والسياسي» بدعم عون، خاتماً موقفه بأن كتلته النيابية لن تشارك في جلسة لا تضمن وصول عون الى قصر بعبدا. وبرأي بري انه مع غياب الفرص التي تتيح انتخاب الجنرال فان المعركة اصبحت على المرشح الثاني الذي سماه نصرالله بالاسم بقوله «اننا اصبحنا امام مرشحين من 8 آذار عون وفرنجية».
2 انه وبخلاف الدعوات التي وجهها رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الى نصرالله، قبل اسبوع، داعياً اياه الى «الضغط على الحلفاء» لانتخاب عون وفي مقدمهم بري وفرنجية، جاء موقف نصرالله معاكساً تماماً، لا بل ذهب الى حد النفي القاطع لاحتمال ممارسة هذا النوع من «الضغط» سواء باتجاه رئيس المجلس او باتجاه المرشح الشمالي او باتجاه اي من حلفاء الحزب. وهذا الموقف اعطى مصداقية لرد بري على جعجع عندما نفى احتمال ان يقدم «حزب الله» على تصويب مسدس على رأسه او على رؤوس الآخرين لتحقيق هذه الرغبة.
وبرأي بري ان في موقف نصرالله هذا رسالة واضحة الى جعجع بأن «لا مكان لدق اسفين بين حزب الله وحلفائه في هذا الملف او في غيره».. او لـ«تحريض» جمهور «التيار الوطني الحر» ضد الحزب كما فسر الأخير دعوة رئيس «القوات».
ويذهب رئيس المجلس ابعد من ذلك في معرض التعبير عن استيائه من «دعوة» جعجع التي تعمد الرد عليها في حينها، لأنها سعت برأيه الى اعطاء «صورة مشوهة» عن علاقة حركة «امل»، او الرئيس بري، مع «حزب الله»، حيث ان القاصي والداني يعرفان ان ثمة تفاهماً مزمناً بين الجانبين على «الاساسيات»، اما في التفاصيل فالحركة ليست «نسخة» عن الحزب، مذكراً، علاوة على ذلك، بأنه رئيس لمجلس النواب وانه يتعامل مع بعض الاحداث والتطورات على نحو مختلف.
ويراجع بري امام زواره مجموعة من المقاربات التي يتمايز بها عن «حزب الله» رغم تفاهمهما على «الأساسيات»، مثل: أن الحزب شارك في القتال في سوريا أما حركة «أمل» فلم تشارك، والحزب اتّخذ موقفاً واضحاً من حرب اليمن أما بري فلم يعلّق يوماً على هذا الموضوع.. «حتى أنني وافقت على تلبية دعوة وردتني من المملكة العربية السعودية للقيام بزيارة رسمية رغم موقف الحزب من المملكة وموقف الأخيرة منه».
ويسحب رئيس المجلس هذا النمط من التفاهم على الانتخابات البلدية والاختيارية العتيدة حيث يؤكد أنه لدى التوافق في بلدة معينة بين الحزب والحركة يعلن التوافق وفي حال العكس تخاض معارك انتخابية ديموقراطية عادية، مثلها مثل أي معارك بلدية واختيارية أخرى.
ولعلّ أبرز دليل على ما يقوله الرئيس بري يبقى موقفه إزاء الاستحقاق الرئاسي بالنسبة إلى النائب عون الذي لم يحبّذ رئيس المجلس انتخابه منذ انطلاق السباق الرئاسي، رغم تمسّك «حزب الله» بدعم ترشيحه ومقاطعة الجلسات الانتخابية طالما أن انتخابه «غير مضمون». ويضيف بري أن موقفه من ترشيح عون معروف للقاصي والداني «منذ بداية الطريق»، وأن الخلافات والتباينات المتراكمة بين الجانبين لا تتيح له الاقتراع للجنرال، ليختم أمام الزوار بموقف حازم وحاسم: «لن أنتخب عون ونقطة على السطر.. ومهما كانت النتائج»