IMLebanon

كلام بري وحراك جعجع

نستلهم بركة العيد السعيد لنهنىء المسلمين واللبنانيين عموماً، عساه يكون مدخلاً الى فرح مستدام، إنساني ووطني، فيحل بعض من التواضع في النفوس، ليكون لنا رئيس اشتاق اليه ليس الكرسي الفارغ وحسب، بل أيضاً الوطن برمته الذي بات مكربجاً كلياً.

واللبنانيون يقولون للرئيس نبيه بري: «من فمك الى أُذن ربّنا»، تعقيباً على تفاؤله وقوله: «ربما ينجح الإتفاق النووي بين إيران والدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية في إزالة الصعوبات (القائمة) بوجه الإستحقاق الرئاسي». فيصير عندنا رئيس للجمهورية وتنطلق عجلة الدولة في دوران بات أكثر من ضرورة.

كلام الرئيس بري أثار موجات من التفاؤل انطلاقا من الآتي:

أولاً – إنّ أبا مصطفى ليس ممن يلقون الكلام على عواهنه، فهو عندما يدلي برأي ما إنما يكون قد تدارسه جيداً حتى ولو بدا أحيانا أنه «ورد سهوا» ، وأحياناً أخرى أنه «زلة لسان».

ثانياً – في عزّ التشاؤم الذي رافق «المراحل الصعبة» من مفاوضات النووي كان الرئيس نبيه بري يحتفظ بحد من التفاؤل منطلق من ثقة ثابتة بأنّ الأمور سائرة الى خاتمتها «السعيدة»، أي التوصل الى الإتفاق.

ثالثاً – تقول أوساط رئيس مجلس النواب إنه يعرف (من «مصادره» المطلعة) أنّ الملف النووي مدخل إلى ملفات عديدة بالغة الأهمية ليس في لبنان وحده، بل على مستوى المنطقة عموماً، وبالتالي فإنّ الملف الرئاسي اللبناني قد يكون أكثرها إلحاحاً.

ويتوافق كلام رئيس مجلس النواب الذي صدر عنه في «لقاء الأربعاء» النيابي مع النشاط الذي يبذله الدكتور سمير جعجع الذي أطلق كلاماً ثم ألحق به حراكاً بدايته كانت في السراي الكبير.

ويتوقف المراقبون أمام مبادرة جعجع ملاحظين الآتي:

1 – ليست المرة الأولى التي يصدر فيها رئيس حزب القوات اللبنانية موقفاً من التطورات. ولكنها المرة الأولى التي يصدر فيها موقف للرجل بعد لقائه الجنرال ميشال عون.

2 – كان جعجع يقول كلمته ويمشي. هذه المرة قالها ومشى بالمعنى الفعلي… كان قد «مشى» من معراب الى الرابية، وها هو يمشي من معراب الى السراي… والمزيد على الطريق. أي ان المبادرة ليست تنظيراً مبدئياً وحسب، بل إن صاحبها يبحث لها عن مسار سالك.

3- لاشك في أن جعجع يدرك أهمية الإتفاق النووي. وما قوله انه «إنفاق نووي محصور بالنووي» (أي لا يتعداه الى الأمور الأخرى) سوى محاولة للتأكيد على اسلوبه المعروف الذي لا يسلِّم بأوراق الآخرين ببساطة وسهولة…

وإذا كان عدم عقد الجلسة الرئاسية الإنتخابية أمس قد مرّ من دون أي إهتمام، فهذا لا يعني، على الإطلاق، إن الفراغ الرئاسي لم يعد هاجساً يومياً.