IMLebanon

هاشم لـ”الديار”: الحوار حاجة في هذه المرحلة الإستثنائيّة ومُبادرة بري هي الأسرع والأسهل لانتخاب رئيس الجمهوريّة 

 

فرض مشهد الصدام الإسرائيلي ـ الحوثي نهاية الأسبوع الفائت نفسه على الساحتين الداخلية والإقليمية، جراء دخول عاصمة إسرائيل تل أبيب مرحلة العاصمة المستهدفة، في ظل مخاوف من أن يكون الشرق الأوسط بأكمله يتّجه نحو توسيع رقعة الحرب الحاصلة على صعيد المنطقة ككل. وعليه، يرى عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب قاسم هاشم، ورداً على سؤال لـ”الديار”، حول ما إذا كنا قد دخلنا مرحلة جديدة بعد ما حصل بين إسرائيل والحوثيين، أننا “لا زلنا ضمن قواعد اشتباك معينة، وإن كان هنالك توسّع محدود، لكننا لم نصل إلى الحرب الأوسع والمفتوحة حتى الآن، لأن طبيعة التطور الميداني هي ما يفرض مثل هذا التوسّع التدريجي، ولكن حتى الآن قد يكون هنالك إمكانية لعملية الضبط، وهذا يتوقف على ما قد يرتكبه هذا العدو، لأنه من الواضح أنه مُتفلِّت ولم يلتزم بقواعد اشتباك معينة، الأمر الذي يفرض على المقاومة وعلى جبهات الإسناد لغزة أن تتعاطى بما تفرضه التطورات الميدانية حكماً”، ويشدِّد على أن “الجهود الدولية تُبذَل على أكثر من مستوى لوضع حد لأية تطورات ميدانية كي لا تتفلت الأمور أكثر فأكثر، وتأخذ المنطقة إلى حرب أشمل قد تزيد من مساحة التوتر على المستوى الإقليمي والدولي، وهذا قد لا يكون في مصلحة أحد في هذه المرحلة، فنحن أمام حكومة عدوة متهوّرة ومغامِرة وقد تقدم على أي عمل خارج أي حساب، ولو لم يكن هناك قوة رادعة قد فاجأت هذا العدو وجعلته يضع ألف حساب لأي خطوة متهوّرة”.

 

وعما إذا كان الملف الرئاسي قد طوي، يجيب هاشم، “أبداً هذا الموضوع يتوقف على نيات الكتل النيابية والسياسية، ولو كان هناك استجابة لمبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية لما احتاج الأمر لأكثر من عشرة أيام، وكنا اليوم أمام مرحلة جديدة ومع رئيس للجمهورية، ومع إعادة تفعيل عمل المؤسسات الذي أصبح أكثر من ضرورة  في ظل الواقع المهترئ الذي يمر به البلد، وفي ظل التطورات والتحديات التي تواجه لبنان من خلال الحرب القائمة في الجنوب”.

ولكن يؤخذ عليكم أنكم لم تستقبلوا نواب المعارضة للإستماع إلى مبادرتهم الرئاسية؟ يردّ النائب هاشم، أن “هناك بعض اللغط في هذا الموضوع، بحيث لم يكن هناك من موعد ثابت في الأساس، كان هنالك كلام حول موعد معين أو حول لقاء، ولكن لم يكن هنالك أي تثبيت لموعد مع نواب المعارضة، فالسؤال سواء التقينا أم لم نلتقِ، هل سيكون هناك من جدوى لهذه الأفكار التي طُرحت؟ نحن نقول أنه من حق أي طرف سياسي أن يطرح الأفكار التي يراها مناسبة، وهذه حريته، لكن السؤال المطروح هل سيكون حوارا  للحوار، أم حوارا منتجا وفق آلية واضحة لا لبس فيها؟ هذا لا نجده إلا في ما طرحته مبادرة الرئيس بري، وحتى أصحاب المبادرات المتعددة التي طُرحت لمسنا منهم ذلك ولذا هم عادوا إلى مبادرة الرئيس بري، معتبرين أن ما طرحه رئيس المجلس قد يقود إلى الحلّ، لا سيما وأنها المبادرة الأسهل وأسرع السبل لانتخاب رئيس الجمهورية”.

 

وما هو ردّكم على من يعتبر أن الرئاسة مخطوفة اليوم، يشدّد النائب هاشم، أن “الرئاسة ليست بمخطوفة، لا سيما بعدما عقد الرئيس بري 13 جلسة انتخاب دون نتيجة، وهذا يؤكد أن البلد بتركيبته وبما هو عليه، يحتاج إلى هذا التلاقي وهذا التحاور والتشاور المطلوب بين مرحلة وأخرى وكلما استدعت الحاجة لبحث أي ملف خلافي، وأكبر دليل أن تجاربنا الكثيرة عبر التاريخ القديم والحديث أخرجت البلد من الكثير من أزماته وتجاوزها من خلال الحوار بين مكوّناته، وإذا كان البعض يتحدث عن التاريخ الحديث، فنعود إلى اتفاق الطائف والحوار الذي جرى يومها، وحتى اتفاق الدوحة الذي سمعنا منذ فترة أنه لم ينتج رئيساً، لكن على عكس ذلك تماماً، لأن حوار الدوحة كان بحث في أزمة معينة، ولكنه كان لإنتاج رئيس للجمهورية وتم ذلك من خلال التفاهم والإتفاق على سلة كاملة في موضوع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وشكل هذه الحكومة، كذلك هذا يعني أنه عندما تكون النوايا سليمة نستطيع أن نتجاوز كل الملفات ونبحث في كل الحلول الممكنة لإخراج بلدنا من أزماته، واليوم في ظل وضع إستثنائي نمر به نحن أحوج ما نكون إلى هذا التشاور والحوار المطلوب”.