يقال عن السلة الواحدة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري انها كفيلة بمعالجة الخروقات السياسية ذات العلاقة بالانتخابات الرئاسية والنيابية طالما انها تلتقي مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية في ما هناك من يجزم بأن حزب الله لم يعد في وارد تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لمجرد ان الوجود السياسي للحزب بات مرتبطا بالوضع الاقليمي المعني مباشرة بالحرب السورية مع ما يعنيه دور ايران في الحرب المشار اليها لاسيما بعد الكلام الذي صدر عن الرئيس السوري بشار الاسد لجهة قوله ان موسكو وطهران يتطلعان الى مصالحهما، على رغم ما تردد عن ان قول الاسد فيه استخفاف غير واقعي بدور موسكو وطهران في الحرب السورية خصوصا، ان الجميع يعرفون انه لولا موسكو وطهران لما بقي الاسد في موقعه منذ اكثر من عشر سنين؟!
المهم في هذا المجال ان التقليل من اهمية الروس والايرانيين تصرف غير رصين حيث تدفع موسكو وطهران الكثير مقابل تمسك نظام بشار الاسد بموقعه والشيء بالشيء يذكر بالنسبة الى دور حزب الله في الحرب السورية، حيث ضحى الحزب بالمئات من عناصره لقاء استمرار بشار الاسد في السلطة، على رغم كل ما يقال من ان مجالات تضحية الحزب بمقاتليه قد زادت في الاونة الاخيرة، حيث تحتدم المعارك في مناطق حساسة يعتبرها حزب الله قرارا نهائيا من شأنه كسر الطوق المفروض على النظام السوري، من شأن الاستمرار بالتمسك فيه ان يزيد من حجم خسائر الحزب!
وما يقال عن حجم خسائر حزب الله لا بد وان يقال مثله عن حجم خسائر الايرانيين الذين لم يعودوا قادرين على التستر على خسائرهم التي تقدر بالالاف، فيما يعرف الروس ان مجالات عملهم العسكري تقيهم مغبة المشاركة الميدانية لمجرد ان عملياتهم تقتصر على الحرب الجوية التي من شأنها ان تحسب في غير مجال القتال اليومي الذي تحاذره موسكو كونها تعرف ان مجالات المواجهة الميدانية لن تكون لمصلحة قواتها اسوة بما حصل في اماكن اخرى وجد الايرانيون وحزب الله انفسهم في مواجهة قتالية خارجية دفعوا الكثير مقابلها؟!
اما الذين يدعون ان حزب الله لم يعد قادرا على متابعة الحرب الميدانية في سوريا، فهؤلاء ليسوا قلة، الا في حال كان حزب الله مجبرا على السير فيها بطلب وبالحاح من ايران التي تعرف كيف تغطي مصاريف حزب الله البشرية والمادية والمعنوية بحسب ما اعلنه صراحة الامين العام السيد حسن نصر الله فضلا عن الاستعداد الايراني المتواصل لدعم مقاتلي الحزب من غير حاجة الى من يستغرب تصرف طهران!
وفي عودة الى الحال السياسية قيل الكثير عن ان حزب الله لا بد وان يغير من نهجه لجهة تأييد انتخاب الجنرال عون على اساس ما سبق قوله لجهة السلة المتداولة، لاسيما ان قرارا بهذا الشأن قد اتخذ من دون ان يعني ذلك تراجع الحزب عن تأييد عون بما في ذلك تأييد النائب سليمان فرنجية في معركة رئاسة الجمهورية مقابل تكريس رئاسة الحكومة لرئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري، وهي في مجملها من ضمن الدلالات التي لا يمكن ان تبقى في اطارها العام، لاسيما ان لقاءات الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع، اضف الى ذلك لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مع الامين العام لحزب الله لم يأت من لا شيء بقدر ما جاءت التطورات من ضمن السلة التي تحدث عنها الرئيس نبيه بري مرارا وتكرارا (…)
والمهم هو العمل اكثر من الكلام خصوصا ان انتخاب الجنرال عون سيطرح في مقابل المتغيرات المشار اليها، ما يفهم منه انه تكريس الرئاسة للجنرال عون مقابل تكريس رئاسة الحكومة للرئيس سعد الحريري، وفي الحالين هناك من يجزم بأن الامور السياسية ستشهد نقلات نوعية يفهم منها، ان انتخابات الرئاسة لم تعد بعيدة ومثلها الانتخابات النيابية الجاري الكلام عليها وكأنها ستحصل قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، الا في حال تداخلت الامور الاقليمية بالامور الدولية غير المقتصرة على هموم لبنان وحده؟!
وفي حال كانت استراتيجية رئاسية انتخابية واضحة فان الامور مرشحة لان تشهد تطورا بارزا من شأنها تجسيد انسحاب حزب الله من الحرب السورية، من غير انتظار امر واقع يحدد ماهية المواجهة المرتقبة بين الجيش اللبناني والقوى الارهابية، حيث سيضطر الحزب الى ان يتكاتف مع الجيش لتجنب كل ما من شأنه التأثير في صلب المواجهة العسكرية من النوع الذي شهدته بلدة القاع البقاعية (…)
اما في حال كان مجال لمعركة اثبات وجود بين الجيش وداعش والنصرة فان الامور لا بد وان تحسم لمصلحة الشرعية اللبنانية التي باتت على قناعة بان مجالات التفاهم بين قوى الشرعية ومقاتلي حزب الله اصبحت محسومة وينتظر من خلالها ان تكون الحرب لما فيه مصلحة لبنان وسوريا في وقت واحد. وهذا ليس مجرد رأي مهما اختلفت الاعتبارات؟!