Site icon IMLebanon

برّي يُوسّط السيسي لاستعادة الهبة السعودية

القاهرة | في اليوم الأخير من زيارته القاهرة، مختتماً اعمال المؤتمر البرلماني العربي بصفته رئيساً له، اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وناقش معه طوال ساعة، في حضور رئيس مجلس النواب المصري علي عبدالعال، مواضيع غلبت عليها الأزمات الإقليمية، ولبنان في صلبها.

وابرز ما تناوله بري مع السيسي سعيه الى دور مصري لدى السعودية لثنيها عن قرار حجب هبة 4 مليارات دولار عن الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية. اذ غداة مغادرة الملك سلمان القاهرة بعد زيارة رسمية استمرت خمسة ايام، عكست مرحلة جديدة متقدمة في علاقات البلدين رغم الضجة والجدل المستفيضين في الداخل بين مؤيد ومعارض بازاء انتقال جزيرتي تيران وصنافير من السيادة المصرية الى السيادة السعودية، بدا ان ثمة تطوراً ملموساً في العلاقات بين القاهرة والرياض، ساهم في حمل بري على طلب دعم السيسي حيال الهبة السعودية وبعث الروح فيها.

في مستهل اللقاء تطرق الحديث الى سبل تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين مصر ولبنان. وشدد بري على حاجة لبنان الى ربط الكهرباء مع مصر. فيما اكد السيسي استعداد بلاده لتقديم كل المساعدة للمستثمرين اللبنانيين.

وفي الشأن السياسي قال رئيس المجلس: «رغم اننا نفتقد رئيساً للجمهورية منذ اكثر من سنتين، فان الحوار الوطني ساهم مساهمة أساسية في إراحة الوضع الأمني، لكن ذلك لا يعني النوم على حرير، ولاسيما ان هناك خطرين يهددان لبنان هما العدو الاسرائيلي من الجنوب والإرهاب من الشرق والشمال». أضاف: «لا اقدر على فهم سبب حجب هبة 4 مليارات دولار من السعودية للجيش اللبناني؟ لا ارى تفسيراً لقرار قطع هذه المساعدة، فمثل هذا القرار لا يستهدف فريقاً من اللبنانيين بقدر ما يضر بلبنان واللبنانيين وكذلك بالجيش الذي هو لجميع اللبنانيين لا لفريق دون آخر. في هذا الخصوص أتمنى مساعدتكم لدى السعودية لإعادة النظر في هذا القرار واسترجاع الهبة، مع الإشارة الى انه سبق ان مرت أزمات بين لبنان والسعودية، بقيت الرياض تقدم إلينا المساعدات، إلى الحكومة كما إلى الافرقاء اللبنانيين، ولم تتوقف، والأحرى الّا تتوقف اليوم عن مساعدة الجيش الذي يخوض مواجهة مهمة ضد الإرهاب والإرهابيين. إذا كان القرار ضد ايران او طرف سياسي، فهو غير واقعي لانه أضر بلبنان كله. اما الحل فبالتقارب بين السعودية وإيران لا بحجب المساعدة عن الجيش اللبناني».

وعقب السيسي ان مصر «لا تريد من لبنان شيئاً غير ما يريده اللبنانيون لأنفسهم، وهي لا تفرق بين لبناني وآخر. نقدّر عالياً ونشدد باصرار على استمرار الحوار الوطني الذي تقوده لانه يمثّل حماية داخلية كبرى للبنان». وتوقف عند القرارات التي صدرت عن الاتحاد البرلماني العربي وخصوصاً في البيان الختامي حيال دعوة بري الى تعميم الحوار في العالم العربي على صورة الحوار الدائر في لبنان، وقال: «عندما يغيب العقل يتأثر القلب، والعكس بالعكس، وعندما يغيب رئيس الجمهورية تعاني باقي المؤسسات». وأضاف: «لا تتصوروا كم يمثّل غياب رئيس الجمهورية انعكاسات سلبية على بلدكم. لذلك يجب انتخاب الرئيس مهما كلف الامر. هذه المسألة اكثر من ضرورية».

وقال بري: «هناك بلدان في العالم العربي يحافظان على العيش المشترك هما مصر ولبنان، وإننا نشد على يديك لتساعدنا في هذا المجال من خلال العمل على التقارب الإيراني ــ السعودي. عملت شخصيا عليه ولا ازال أسعى، لكن تعلمون ما الذي حصل في اليمن واعاق هذه المساعي. اليوم تجري المفاوضات اليمنية في الكويت، واعتقد ان ثمة فرصة للدفع في اتجاه تحقيق التقارب بين طهران والرياض».

ورد السيسي: «علاقتنا بإيران متزنة ولا قطيعة بيننا. لذلك فإننا قادرون على التحدث معها، وطبعا مع المملكة السعودية». وأكد أن «موقفنا من سوريا ثابت. ما يقرره الشعب السوري نسير فيه. لا نتخذ مواقف مع أشخاص ضد أشخاص، او مع أطراف ضد أطراف اخرين».

وكان بري قد زار مساء أول من أمس رئيس الكنيسة القبطية الانبا تواضروس الثاني.