ثمة قواسم مشتركة كثيرة يتشاطرها رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سليمان فرنجية للوقوف في وجه عهد الرئيس ميشال عون وفق الاوساط المواكبة للمجريات فجرح معركة الرئاسة الاولى لم يلتئم بعد واذا ما ختم فسيختم على زغل كون القصة ليست «قصة رمانة بل قلوب ملآنة» وربما التحالف العوني – القواتي الذي اوصل عون الى القصر الجمهوري لم يستطع الرجلان هضمه وربما يتذكر ان مقولة «التسونامي» التي اطلقها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط على الجنرال اثر عوته من منفاه الباريسي علاقة بري بعون منذ عودته واقتحامه المجلس النيابي بكتلة وازنة لم تعرف ودا كون الكيمياء مفقودة بينهما، سواء على صعيد مقاربة الملفات ام على صعيد التركيبة الشخصية لهما ناهيك بتناقض طباعهما.
وتضيف الاوساط ان بري لم يغفر للجنرال انتزاعه قضاء جزين من فيء عباءة المصيلح اضافة الى طعنه بالمجلس النيابي قبل انتخابه رئىسا وبعد وصوله الى الكرسي الاولى واذا كان «ابو مصطفى» يرى في عون خصما سياسيا من الوزن الثقيل فكيف هي الحال بعد «اعلان النوايا» الورقة التي انتجت تفاهما مسيحيا – مسيحيا عصيا على العواصف السياسية في زمن الزلازل والمتغيرات الكبرى، اضافة الى التقارب بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» وما يعنيه الامر على صعيد الانتخابات النيابية المرتقبة وجاء تشكيل الحكومة المرتقبة مناسبة لتوجيه الرسائل عبر صندوقها البريدي الى من يعنيهم الامر من عون وصولا الى جعجع وتمثل ذلك بتخلي بري عن حقيبة الاشغال لفرنجية لا لشيء وانما لانها عرضت من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري على ِ«القوات» ووافقت على ذلك ولكن «الاشغال» التي اراد رئىس مجلس النواب منها ان تكون «مسمار جحا» في الحكومة المرتقبة فشلت في اداء المطلوب من ورائها بموافقة «القوات» على اشغال حقيبة الصحة تسهيلاً لولادة الحكومة، خصوصاً وان ما بين الحريري وجعجع اكثر من تفاهم وتحالف.
وتشير الاوساط الى ان الحكومة باتت على مرمى اصدار المراسيم لا سيما وان فرنجيه يشكر بري على تضحيته (بالاشغال) واستغل الحراك الحكومي ليشن هجوماً على راسة الجمهورية تاركاً الباب مفتوحاً ولو بشكل موارب لتصفية ذيول الخلاف مع العهد رابطاً اللقاء مع عون بالطريقة المناسبة التي يراها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي وصفه بـ«بي الكل» وما يعنيه الامر كون هذا الشعار رفعه التيار البرتقالي عنواناً للعهد ما يعني رفضه لابوة عون «وانا بيي مات من 40 عاماً ومن يردني يتصل بي ويقل لي شرّف»، ولم يخف فرنجية انزعاجه من طريقة التعاطي معه من «خلال الانتقام او القصاص»، معلناً عن جهوزيته لكل الامور وقد رمى الكرة في ملعب رئاسة الجمهورية، فهو اذا كان يريدنا قربه فسنكون واذا كان يريد محاربتنا فسنحاربه، واذا اراد علاقة جيدة فلتكن».
ويبدو وفق المراقبين ان علاقة بنشعي مع بعبدا لن تكون باحسن حال في هذا العهد «فالتيار البرتقالي» الذي نجح في جمع النار والماء في كف واحدة من خلال «ورقة التفاهم» مع «حزب الله» و«النوايا» مع «القوات» لن تستطيع جمع فرنجية و«القوات» كونهما طرفي نقيض ووجود احدهما يلغي الاخر، وان عون الذي وصل الى القصر الجمهوري بمبادرة جعجع وانسحابه له من المعركة الرئاسية لا يستطيع التفريط بشراكة «القوات» لصالح اخصامه السياسيين وفي طليعتهم بري وفرنجية.