IMLebanon

فليسقط رهان “حزب الله”

 

أبلغ السيد حسن نصرالله الحشود اللبنانية الثائرة على العهد أنه ممنوع إسقاطه. وحذّر أن بامكانه أن يرسل حشود جماعته أينما كان في شوارع لبنان لقلب المعادلة. وحرّك أصابعه المعهودة مهدّداً الوزراء الموجودين في الحكومة والمسؤولين عن الوضع منذ ثلاثين سنة بمحاكمتهم اذا استقالوا من الحكومة وتجرأوا على اسقاط العهد. فهو مصر على حماية العهد مثلما حمى العهد السوري الذي قتل مئات الألوف من السوريين وهجر نصف شعبه وأفقره.

 

الثورة الشعبية التي يشهدها لبنان هي وليدة آلام الناس من أوضاع معيشية كارثية سببها إخفاق وفساد الطبقة السياسية منذ عهود. والسيد هو المسؤول الأول عن هذه الحالة. هو الذي أدخل اللبنانيين في الحروب الداخلية والخارجية التي أتت بالبلاء على لبنان. هو الذي منع لبنان من تنفيذ قرارات دولية تطالبه بنزع سلاحه ويخيف الناس به. وفرض نفوذه بقوة السلاح. ثم هو الذي اختار رجال هذا العهد الذين ينتفض الشعب اللبناني عليهم. وهو الذي أفقر الشعب بردع أموال دول غنية غربية وعربية من التدفق الى لبنان. والسيد يدير الأمور السياسية الفاشلة في البلد منذ سنوات بنفوذ سلاحه وأصبح يعلن بصراحة وغطرسة انه ممنوع إسقاط العهد. فكيف يسقط عهداً إختاره؟ وهو الذي فصّل قانوناً انتخابياً يأتي بمن يريده. حان الوقت أن يدرك سيد الممانعة أن الشعب اللبناني ليس دمية في يده. صحيح أن لبنان اختبر الحزب في “7 أيار” ولكن اللبنانيين اليوم لم يعد لديهم ما يخسرونه وهم الآن ينتفضون من اجل حياة كريمة ومستقبل أفضل لاولادهم. فأي مقاومة هذه التي تدخل أبناءها بحرب سورية دفاعاً عن حاكم قاتل لشعبه؟ وأي مقاومة هذه التي تمنع دعم الدول الصديقة للبنان بسبب مواقف معادية لها خدمة لإيران. صرخة اللبنانيين وآلامهم من القلّة ينبغي أن تكون رسالة واضحة أنه طفح كيل اللبنانيين من خيارات “حزب الله” المهيمن على كل شيء في البلد. وتهديداته بنزول جماعته إلى جميع انحاء البلد لقلب المعادلة لم تعد تخيف شعباً يشعر أن الطبقة السياسية تقتله بنفايات متراكمة وعدم تأمين الكهرباء وغياب فرص العمل وغياب تأمين صحي. فكل فئات اللبنانيين من مسلمين ومسيحيين ودروز ومن كل المناطق اللبنانية تنتفض، وأصبحت جاهزة لمقاومة من يمنع عنها العيش الكريم. فلتحيا انتفاضة الشعب اللبناني في لبنان وأينما كانت في العالم ولتسقط حسابات سيد الممانعة.