IMLebanon

الرهانات الخاطئة

مضى أكثر من أسبوعين على مبادرة الرئيس سعد الحريري من دون أن يفرز المشهد السياسي أي جديد يوحي بالاقتراب من إنجاز الاستحقاق وإن كانت الحركة الناشطة لرئيس التيار الأزرق ساهمت كثيراً في كسر جليد الانتظار الثقيل من دون أن تذيبه ولا حتى تقريب المسافات بين القوى السياسية حيث يتمرتس كل فريق وراء شروطه التي تليها حساباته ومصالحه الشخصية.

وفي انتظار ما قد تتمخض عنه حركة إستكمال رئيس التيار الأزرق اتصالاته المفترض أن يتظهَّر جزءٌ منها في بحر الأسبوع،فإن كل المؤشرات، ولا سيما منها ما ظهر من اجتماع كتلة المستقبل النيابية تعطي انطباعاً عاماً، بأن لا جديد بعد يمكن أن يُبنى عليه على صعيد الملف الرئاسي، وأن التعقيدات التي حالت طوال سنتين ونصف دون انتخاب الرئيس العتيد ما زالت هي هي لم تتبدل ولم تتغير إلا في الشكل الذي لا يمكن البناء عليه، غير أن الجديد الذي تمخض عنه هذا الحراك إقرار كتلة المستقبل بأن العماد ميشال عون أصبح من ضمن خيارات الرئيس الحريري لرئاسة الجمهورية، بالرغم من الغموض الذي ما زال يحيط بدول القرار من دولية وإقليميه، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية التي نقل عن وزير خارجيتها جبير كلام غير مشجع على هذا الصعيد.

غير أن إقرار المستقبل بأن ترشيح العماد عون بات أحد الخيارات المطروحة في بازار الاستحقاق الرئاسي، ليس بالضرورة ما يتردد في بعض الأوساط الاعلامية، أن تكون الكتلة ورئيسها قد حسموا أمرهم بشكل نهائي، متجاوزين كل التحفظات الداخلية والإقليمية والدولية، وما يُعزّز ذلك أن الكتلة لم تضمِّن بيانها أي إشارة إلى احتمال ترشيح عون أو تبني ترشيحه بل تركت الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات إلى ما بعد أن يستكمل رئيسها جولته التي تشمل المملكة العربية السعودية وتركيا وجمهورية مصر العربية.

وفي مقابل الليونة الفاقعة عند رئيس كتلة المستقبل في اتجاه عون، لا تزال هناك صعوبات كبيرة تعترض وصوله إلى بعبدا لعل أبرزها موقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي عبر عنه أمس الوزير علي الخليل من بكركي بعد إجتماعه بالبطريرك بشار الراعي بشكل واضح، والذي يشي بأن لا شيء تغير لا في موقف رئيس حركة أمل عن الاستحقاق الرئاسي وعدم دعمه لترشيح عون شأنه شأن حليفه حزب الله الذي يعتبره مرشحه الأوحد ويتحين الفرصة المؤاتية لترجمة هذا الأمر بالنزول إلى مجلس النواب وإنهاء المقاطعة بالتصويت لصالحه، ولا في موقف حليفه الاستراتيجي رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي ما زال يلتزم الصمت حيال مبادرة صديقه وحليفه الحريري في حين تسرب مصادره معلومات عن تنسيق تام في ملف الرئاسة مع الرئيس برّي، ناهيك عن الموقف المعلن لحزب الكتائب وللنواب المستقلين والذي لا يصب في مصلحة رئيس تكتل التغيير والإصلاح ولا يعطيه أي بصيص أمل بإمكان إنتخابه رئيساً للجمهورية في حال قرّر النزول إلى مجلس النواب في الجلسة المقررة نهاية الشهر الجاري، أو في حال قدّم موعدها لسبب أو لآخر.