يوم الجمعة الماضي وبعد تصريحين عنيفين الأول للشيخ أحمد خاتمي خطيب جمعة طهران وهو يهدّد ويرغي ويزبد محذّراً من تسوية تل أبيب وحيفا بالأرض على يد القوات العسكريّة الإيرانيّة، والتصريح الثاني للواء المتقاعد أشرف ريفي وهجومه على رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخليّة نهاد المشنوق، ومن المؤسف أن يكون ريفي بلغ هذا الدرك والاسفاف، الرّجل يعيش حال «ترنّح» تحت وطأة الخسارة الكبرى والمريرة التي لحقت به بعد سقوطه الانتخابيّ المدويّ، يوم الجمعة الماضي فكّرت طويلاً وأنا أقرأ التصريحيْن وتساءلت: ما الفرق بين «بعبعة» وردود أحمد خاتمي الفارسي الحاقد الغبيّة، وبين «ولولة» ريفي وحال فقدان الاتزان السياسي التي يعيشها، «عشو هالعنترة»، إذا سقط في الانتخابات و»طلع منّو هيك» فكيف سيكون الحال لو نجح؟!
في الواقع، ثمة قاسم مشترك بين أحمد خاتمي وأشرف ريفي، وهو «التصريحات المجنونة»، التهويل وهبوب «الزّعابيب» الكلاميّة، من المؤسف أن يصبح أشرف ريفي نموذجاً رديئاً ونسخة كربون سيئة عن أسوأ الناطقين بلسان حزب الله، لم يعد هناك فرق بينهم في لغة التخوين والتطاول وكيل التّهم وهدر الدمّ، ومن المؤسف أيضاً أنّه تحوّل إلى رجل تأكل الأحقاد والغلّ داخله أكلاً، ولا شيء يوصل الحقد إلى هذه المرحلة إلا «شرّ حاسد إذا حسد»!
منذ تأسيس مديرية قوى الأمن الدّاخلي في 9 حزيران من العام 1861، لم يمرّ في تاريخ هذه المؤسسة مديراً ضربه «جنون العظمة» مثل أشرف ريفي، لقد عرفت هذه المؤسسة رجالات كبار خدموا لبنان وتقاعدوا ولم تسيطر عليهم «جنّونة» السلطة، ما هذا الشّره غير المسبوق للسّلطة، ومن المؤسف أن الرّجل يحيط نفسه بمجموعة مطبّلين مزمّرين، ويصدّق ما يقولونه له، وهنا، ثمّة كلمة حقّ لا بُدّ أن تقال، لقد ساهمت الديبلوماسية السعوديّة والإماراتيّة في بيروت في تضخيم أوهام وأحلام أشرف ريفي حتى أوصلته إلى السقوط المدوّي.
بنى الرّجل وهم حيثيّة سياسيّة وتضخم هذا الوهم الرّجل ظنّ أنّه مشروع زعيم لـ»الطائفة السُنيّة»، يا إلهي كم هزلت هذه الطائفة حتى يظنّ اللواء المتقاعد أنّه قادرٌ على تزعّمها بـ»الهوبرة»، الرّجل فقد أعصابه كلّ أحلامه سوّيت بالأرض في 6 أيار الانتخابي، حتى «نائب» لم يستطع أن يكون، الوهم مرض مروّع، توهّم الرّجل أنّه مشروع رئيس حكومة، فهوى المشروع على أمّ رأسه ودشدش أوهامه وأحلامه الواهية!!
«أنت لم تعد قائد السنّة الذين يحتاجون إلى قائد قوي»، الحسد والحقد يعميان البصر والبصيرة، ونعرف أنّ حال اللواء المتقاعد تُشبه المثل الشعبي «فالج ما تعالج»، لأنّه لو كلّف خاطره وعدّ كتلة الرئيس سعد الحريري المنتخبة لأدرك أن سعد الحريري ـ بالرّغم كلّ الأخطاء المرتكبة من تيّار المستقبل ـ لا يزال زعيم الطائفة السُنيّة ومن دون منازع، هذه حقيقة كشفتها نتائج انتخابات 6 أيار الماضي ولا يدعّي غير ذلك إلا أحمق وجاهل!
توجّه ريفي بكلام صفيق لوزير الداخليّة نهاد المشنوق وبدلاً من أن يهنّئه على إنجاز وزارته الكبير بإنجاز الانتخابات النيابيّة، فعلاً لقد بلغ ريفي أسفل الدّرك، وصل إلى الحضيض، «أنت بلا أخلاق ولا أمانة، وأنت ساقط وعميل وستدفع الثمن»، هذا كلام لا يصدر إلا عن حاقد حاسد أعمت شهوة السلطة قلبه وعينيْه وأغلب الظنّ أنّه يتعرّض لشحن يومي بكميات من الحقد على الرئيس سعد الحريري والوزير نهاد المشنوق، ومن هذا الهامش أتوجّه إلى وزير الداخلية بصفته وشخصه، أطالبه أن يتوجّه إلى القضاء اللبناني وبالتقدّم بشكوى عاجلة بحقّ اللواء المتقاعد أشرف ريفي، خصوصاً وأنّ كلامه هذه المرّة تجاوز كلّ الحدود وتضمن تهديداً صريحاً للمشنوق «ستدفع الثمن»، حان الوقت لوضع حدٍّ لفلتان أهواء مريضة تعصف بعقل ريفي تصوّره لنفسه زعيماً، أيّ «زعيم» مزعوم هذا الذي بلغ به الأمر أن يكون «بلا أخلاق» لأنّه خسر معركته الانتخابيّة، والحمد لله أنّ ريفي سقط انتخابياً وفشل في بلوغ الندوة النيابيّة فقد كفى الله «الطائفة السُنيّة» شرّ رجل مستعدّ لتدمير طائفته وشرذمتها من أجل الوصول إلى كرسي السلطة!!