يمكن القول بأن الوضع بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر قد انفجر بعد هجوم رئيس القوات على العماد ميشال عون دون أن يسميه. لكنه غمز من نقاط بقاء العماد عون في باريس بينما هو اي جعجع كان لايزال في بيروت سجيناً. وازداد الوضع سوأ بعد بيان التيار الوطني الذي هاجم الدكتور جعجع عارضاً كل ممارساته. انفجار الوضع بين الطرفين كان متوقعاً. إذ تعتمد سياسة القوات على ملاحقه الاخطاء بالمقابل يلجأ التيار الوطني الحر الى نفس التكتيك. هذا الخلاف أدى إلى شرذمة وتفرقة وازداد الامر تعقيداً بعد خلاف رئيس المردة سليمان فرنجية والعماد ميشال عون بسبب انتخابات رئاسة الجمهورية واشتراط رئيس المردة أن يدعوه رئيس الجمهورية الى بعبدا وهذا الذي لم يحصل. لقد حاول البطريرك الماروني بشارة الراعي مصالحة هذه الاطراف لكنه لم يوفق.
بأي حال لماذا بادرت القوات الى فتح النار على التيار بهذا الوقت بالذات! يعرف الناس أن شعبية التيار الوطني الحر تراجعت، فالكثيرون راهنوا على العماد عون بينهم جمهور القوات. إذ في وصوله الى قصر بعبدا ستتحسن الاوضاع كثيراً لكن سلسلة الصدمات التي صعقت العهد اثرت كثيرا على شعبيته فاين أصبح التغيير والاصلاح فيما الفساد يأكل الدولة واين التغيير فيما كانت اوضاع اللبنانيين تزداد سوأ. لا أحد ينكر الظروف الخارجية ودورها لكن تمسك العماد عون وفريقه بورقة التفاهم مع حزب الله لعب دورا كبيراً في عزل او شبه عزل رئيس الجمهورية محلياً وخارجياً. القوات والتيار يؤكدان ان المعركة اليوم هي على كسب الرأي العام المسيحي وبمعنى اخر انكسرت الجرة بينهما حتى إشعارٍ آخر.