في ماراتون السباق الى رئاسة الجمهورية اللبنانية اين هو موقع الشمال من طرابلس الى عكار والمنية والضنية والكورة وزغرتا؟
مشهد معراب الذي جمع التيار الوطني الحر الى القوات اللبنانية اثار الشارع الشمالي الذي انقسم بين مؤيد ورافض،كل حسب انتمائه فيما كانت مواقف الشارع الشعبي منفصلة نسبيا عن قياداتها السياسية وبرزت هوة بين الشارع وهذه القيادات التي تلتزم بالمواثيق التي تربطها باحلاف وعلاقات بينما ينظر الشارع الى مصالحه وحجم الخدمات التي تلقاها من هذا السياسي او التيار دون النظر الى الابعاد التحالفية الاخرى.
هناك في الشمال – حسب مصدر سياسي – من يعتقد ان التنافس القائم بين مرشحين قطبين اساسيين وهما من فريق واحد (8 آذار) نسف احتمالات اجراء الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور واعاد الى الواجهة احتمال الخيار الثالث وهو خيار الرئيس التوافقي، لاعتقاد ان الخيار بين العماد عون والوزير فرنجيه صعب للغاية دونه عقبات شتى لا سيما وسط الفريق السياسي الواحد المحرج بخياره.
حسب المصدر السياسي ان العودة الى الخيار الثالث ممكن في الاسابيع المقبلة في حال اصر كلا من العماد عون والوزير فرنجيه على ترشحهما والخيار الثالث يتمحور حول اسم الوزير جان عبيد الذي حافظ على مسافة واحدة من العلاقات مع كل القوى والتيارات السياسية والذي لا يلقى فيتو سواء من العماد عون او من الوزير فرنجيه عدا عن علاقاته الوثيقة بالرئيس بري اللهم الا اذا وقفت علاقته القديمة بعبد الحليم خدام عقبة وحيدة في الوصول الى الرئاسة، مما يؤدي الى خيار رابع يدفع باسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى الواجهة.
يقف الشماليون حاليا حيال الاستحقاق الرئاسي موقفا متوازنا بين عون وفرنجيه، فالشماليون كافة من طرابلس وعكار وبقية المناطق يتذكرون فرنجيه وحجم خدماته التي شملت كل الشمال دون استثناء للمناطق والطوائف لا سيما في وزارة الصحة التي فتح ابوابها للاستشفاء والطبابة للفقراء والمحتاجين، والقواعد الشعبية للتيارات والقوى السياسية في مجملها تعرب عن ارتياحها لخيار فرنجيه رئيسا للجمهورية لان هذه القواعد تعتبر ان فرنجيه واضح الرؤية والموقف وواضح الخيارات الثابتة التي لا تتغير ويحرص على صيغة لبنان التي تقيم وزنا لكل القوى السياسية وهو لن يكون مجافيا للشمال ولقواه السياسية وبقي على علاقات جيدة مع نواب طرابلس ومع علاقة مميزة بحليفه فيصل كرامي ومع الرئيس ميقاتي والوزي الصفدي.
ويتردد اسم فرنجيه كثيرا في مجالس طرابلس السياسية كما في عكار والمناطق الشمالية التي تعرب عن ثقتها بأن وصول فرنجيه الى سدة الرئاسة هو انتصار للشمال المحروم والمهمش منذ العام 2005 اي منذ امساك التيار الازرق بالسلطة وجعل الشمال مجرد منطقة تابعة وملحقة بمشاريع التيار السياسية.
اما العماد عون فله في الشمال ايضا قواعد شعبية واسعة لا سيما في عكار وحتى في زغرتا والكورة والبترون وفي طرابلس ايضا وقد اثبتت الانتخابات الداخلية في التيار الوطني الحر حجم التيار الواسع وبالرغم من ترشيح القوات اللبنانية له فان انصاره ملتزمون به – وإن كان على مضض – نظرا لعمق الخلافات بين قواعد التيار العوني والقوات اللبنانية والسجالات العنيفة بين قواعد التيارين شاهدة على حجم الخلافات، غير ان ثقة العونيين بقائدهم كفيلة بالارتياح الى مشهد معراب الذي اعطى الامل بوصول عون الى سدة الرئاسة ،عدا عن مواقف القيادات السياسية الطرابلسية من الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي والوزير فيصل كرامي الذين وجدوا في عون فرصة ايصال رجل دولة ومؤسسات بحجم عون لبناء لبنان الجديد حسب رأيهم وان تأييد جعجع له هو انتصار لخط ونهج العماد عون وخياراته الوطنية اللبنانية.
شرائح شعبية توقفت امام المرشحين:
العماد عون بعد أن رشحه جعجع اثار امتعاض الطرابلسيين نظرا لحجم الخصومة والعداء المنضوي تحت شعار الوزير فيصل كرامي (لم ننس ولن نسامح).
الوزير فرنجيه الذي رشحه الرئيس الحريري الذي انكفأ تياره وباتت قواعده الشعبية في ازمة انفصال بينها وبين الحريري…
بين عون وفرنجيه يجد الشمال بشرائحه الشعبية في موقع الانتظار والترقب وكلاهما يتمتعان بثقة من جمهور الشمال على المستويين السياسي والشعبي.