لا تنذهلوا، ولا تتعجّبوا، ثمّة ما يحاك وهو أخطر بكثر من الحديث عن مجرميْ حرب، يوجد الكثير منهم في العالم العربي، الخبر المفيد والحقيق أتى بالأمس من إسرائيل عندما أعلن رئيس حكومتها أمام حكومته «نعيش الآن عملية تطبيع مع العالم العربي من دون أن يتم تحقيق تقدم في العملية السلمية مع الفلسطينيين .. هل هذا ممكن؟ نعم! هذا في أبو ظبي وهذا في قطر.. هذه الأشياء تتم علانية، وأتوقع أن تسمعوا عن زيارات أخرى وتساعدوا في تنظيمها»، كلّهم ذاهبون هرولةُ إلى العدوّ، فقد أدركوا بعد تجربة الأسد أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو هو من أبقى مجرم الحرب بشار الأسد وحامي حدود إسرائيل ممنوع المسّ به، وكفى!
حتى الحكّام العرب «طنّشوا» وتصرفوا كأنّهم لم يسمعوا لا بالزيارة ولا باللقاء، «وهم شيوخ العارفين»، عقليّة جماعة الخليج معروفة، مثل البشير سيبدأ ببشار بردّ الزيارات، سنراه «يتنطّط» في العاصمة الرياض وفي أبو ظبي وفي عمان وقبل هذه كلّها في الأردن، سيعاد تلميع مجرم الحرب وإنقائه رئيساً نزولاً عند أمر إسرائيلي حاسم، وإذا ما نظرنا إلى خلطة الأحداث في المنطقة اليوم «كلّو ماشي» بحسب رغبات بنيامين نتانياهو، فهو القادر على تثبيت كل من هو معرّض «للقبع» وإبقائه جالساً عليه «إلى الأبد»!
المفاجأة هي في أن يتفاجأ البعض من زيارة مجرم الحرب السوداني، إلى مجرم الحرب السوري، كلاهما «أفلت» حتى اللحظة من الحساب والعقاب، في عالمنا العربي «مجرمي العرب» لهم وضعية خاصّة وشديدة الأهميّة، فهذه الدول هي تمنع بنفسها إلقاء القبض على عمر البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية الدوليّة، ولكن للأمانة يؤدّي الحكّام العرب دورهم مع البشير ويوفّرون له كلّ سبل الحماية، فعلامَ الاستغراب؟ هذه أنظمة توصل إلى نماذج من عيّنة «البشّار» و»البشير» خصوصاً أنّ القواسم المشتركة بينهما كثيرة معتقلات تعذيب اغتصاب تصفية قتل بعد انتهاك كل حرمة من حرمات البدن الإنساني، سيأتي يوم ويذوق فيه بشار والبشير نفس الكأس الذي سقوه لضحاياهم، لأنّ الزّمن يدور، ولأنّ الدّنيا ولا الكراسي تدوم لأحد!!
2 ـ «البعريني» قمّة قلّة الأخلاق
لا يُصدّق الكلام الصادر عن نائب يُفترض أنّه يمثّل «الأمّة» الشعب اللبناني كلّه، يطلّ على الشعب اللبناني عاقداً مؤتمراً صحافيّاً وألقى في وجوهنا «بشاعة ودناءة وانحدار مستوى خطابه الأخلاقي إلى أكثر من حضيض الحضيض!!
يا عيب الشوم، على هكذا مستوى منحطّ من الخطاب والتهديد والوعيد لزميلة إعلاميّة وإن كانت في خط سياسي معيّن، هذا يتيح في لقاءاتنا أن نتناقش بهدوء حرصاء على آداب الحوار، ما فعله وقاله بالأمس نائب المستقبل وليد البعريني، مقزّز ومشين، بحقّ تيّار المستقبل أوّلاً، وبحقّ صاحبه ثانياً، قلّة أخلاق أفقدته الحجّة فنزل إلى مستوى شديد الرخّص، ما هكذا تعامل ولا تخاطب زميلة إعلاميّة لها قيمتها، سواء أعجبك أم لم يعجبك و»عنّو ما عجبك»!!
تقول مقولة عربية قديمة أنه «لكل امرئ من اسمه نصيب» ويا سبحان الله، ما أسرع ما انكشف لنا من اسمك وهو «البَعَر» هل كانت مهنة في الأصل تجمعون فيها بعر الجمال والبقر والمواشي، هذه مهنة لا عيب فيها، أمّا أن تصبح مفرداتك كالبَعْرِ تراشق به من لا يعجبك، فيا حضرة «البعريني» هذه الألفاظ والأخلاق لا تصلح أن تجعل منك نائباً أبداً.. أنت ممثّل يُشين تيّاره السياسي، بسقطات مروّعة على شاكلة هذه!!