كأنّه لا يكفي سوريا القمع الذي واجه به رئيس النظام إنتفاضة الشعب السوري فقتل أكثر من مليون… وأوقع بلده تحت الاحتلالات الروسية والايرانية والتركية والاميركية، ومسرحاً لعبث الميليشيات الشيعية و»حزب الله اللبناني» الخ… وفوق هذا وذاك طار الجولان المحتل بتواطؤ أميركي – إسرائيلي.
إنّ الحرب الدائرة اليوم في سوريا حيث استغل أردوغان الفرصة بحجة الأكراد (قسد) ليحتل الجزء الأكثر ثراءً بالنفط داخل سوريا (الحسكة والقامشلي…) معلناً أنه لن يتوقف قبل أن يقيم «المنطقة الآمنة» التي تعهد القيام بها… هذه المنطقة كان ولا يزال فيها وجود عسكري أميركي… وكما سلم الاميركي العراق الى إيران ها هو سلّم شمال سوريا الى تركيا… بعدما بلغت «مآثره» في العراق فلتاناً لا مثيل له وتفجيرات لا حدود لها تقتل المئات يومياً، ثم ترك هذا البلد العربي العريق في عهدة ميليشيا «الحشد الشعبي».
الكلام الذي قاله بشار أمس إنّه منشغل البال ولكنه غير مستعد أن «يحكي» مع الأكراد الذين نصحهم الجانب الروسي بالتفاوض مع النظام، هو أحد الفصول المضحكة المبكية في ما وصلت إليه الحال في سوريا… علماً اننا سنسمع كل يوم حكاية جديدة وسنواجه كل يوم فصلاً جديداً.
ولمناسبة العملية العسكرية التي ينفذها أردوغان في سوريا لفتني ما جرى تداوله، أمس، عبر وسائط التواصل الاجتماعي (تحت عنوان: ما لا تعرفه عن عملية «نبع السلام») وهذا هو إسم العملية الرسمي، ونظراً للأهمية رغبت في إطلاع قارئ «الشرق» على بعض مما جاء فيه:
ارسل لي شخص في الشمال السوري هذه الرسالة أنقلها كما هي بالضبط، تنقل الواقع…
(ما لا تعرفه عن عملية نبع السلام… الكل يتحدث عن نبع السلام بأنها عملية عسكرية تركية داخل الاراضي السورية وهذا خطأ لأنّ هذه الاراضي خرجت من تحت السيادة السورية منذ عام 2012 وأصبح اسم الشمال السوري (ورج افا) وهذا يعني باللغة الكردية غرب كردستان وكان أول ما فعله الـbkk عندما تسلموا حكم البلد من فصائل الجيش الحر ان اعتلوا منبر الجامع الكبير برأس العين وبدأوا ينادون بمكبرات الصوت، أين أنتم يا كلاب محمد…؟ كان هذا هو نداؤهم الاول للعرب والمسلمين ثم بدأوا بالإستيلاء على محال وبيوت الناس الذين شاركوا بالثورة السورية وطردوهم خارج البلاد واستباحوا حرمة البيوت وهدموا القرى العربية بالكامل وهجروا أهلها وأطلقوا على باقي القرى والمدن أسماء كردية مثلاً (رأس العين أصبحت سري كانيه) (تل أبيض أصبحت درباس بيه) (…)، وأصبحت اللغة الكردية لغة رسمية للبلاد وإذا أراد أي مواطن سوري من مواليد المحافظات الاخرى مثل حلب أو دمشق القدوم الى المناطق الكردية لا يمكنه ذلك إلاّ إذا أتى بكفيل كردي يكفله وبدأوا بسحب الشباب بالقوة الى الخدمة الإلزامية في جيشهم، وطبعوا المناهج الدراسية باللغة الكردية بشكل كامل(…).