Site icon IMLebanon

بين الحوارات الثنائية والحل الوطني المنشود…

سواء تعلق الأمر بالحوار القائم بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” أو بالحوار الذي أنتج إعلان نيات بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، فإن الانعكاسات من حيث المبدأ تبقى ايجابية، فالحوار دائماً أفضل من القطيعة، ومن حسن الحظ أن كل الأطراف في حاجة إليه وخصوصاً في المرحلة الراهنة محلياً واقليمياً، لأسباب مختلفة.

ولعلّ تجربة ورقة التفاهم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” تبعث على التساؤل عن مآل العلاقة بين “التيار” و”القوات” بعد إعلان النيات الذي يشكل المرحلة الأولى على طريق التفاهم.

ثمة عناوين وطنية مشتركة بين “إعلان النيات” و”ورقة التفاهم”، فهل ستكون هي نفسها من حيث المضمون، ولاسيما في ما يتعلق بعنوانين كبيرين هما: الاستراتيجية الدفاعية وضبط الحدود مع سوريا، وكذلك انتخابات رئاسة الجمهورية؟

بالأمس صدر موقف لافت لـ”حزب الله” على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، وخلاصته أن لا انتخابات لرئاسة الجمهورية إذا لم يكن العماد ميشال عون هو المرشح الذي سينتخبه النواب رئيساً. قطعاً هذا الموقف لا يعترض عليه الجنرال، بل هو موقفه، وقد كان محور ممازحة من رئيس “حزب القوات” سمير جعجع مع رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط عندما خاطبه عبر “تويتر” قائلاً: “يبدو أنك يا صديقي وليد، لم تسمع، ولم تستمتع بما قاله الشيخ نعيم قاسم امس عن انتخابات الرئاسة”.

وكان جنبلاط حمل في تغريدة عبر “تويتر” الاطراف السياسيين المسيحيين مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية. ويبدو من خلال هذا المشهد ان الاستحقاق الرئاسي لا يزال في مهب الريح، وفي أحسن الحالات ها هو مصير انتخابات الرئاسة أمام احتمالين:

إما أن يستطيع سمير جعجع إقناع ميشال عون بوقف تعطيل النصاب القانوني لجلسات الانتخاب، ولتكن الانتخابات وليفز من يفوز، وهذا موقف سائر مكونات قوى 14 آذار. وإما أن يستطيع عون إقناع جعجع بتأييده للرئاسة.

وهكذا يبقى الشق المتعلق بالاستحقاق الرئاسي في أي حوار، معلّقاً في ظل استمرار المواقف على حالها. والحال ليست أفضل في حوار “حزب الله” – “تيار المستقبل” الذي يستمر “بتواضع”، إذ يدرك طرفاه أن العناوين الكبرى (الاستحقاق الرئاسي، السلاح، الاستراتيجية الدفاعية)، ليست مدرجة على جدول أعماله، وخارج إطار البحث في المدى المنظور….

عن تلك الحوارات يقول مرجع سياسي مستقل إنها “مفيدة أياً تكن، ولكنها ليست وحدها السبيل إلى الحل الوطني المنشود والذي يُختصَر بعودة الروح إلى الدولة بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية، وإلى المؤسسات على اختلافها، ولئن يكن هذا الحل بديهياً، فلا مانع من مؤتمر حوار وطني لإنجازه إذا اقتضى الأمر والتفاهم على السير بهذا الحل”.

ويلفت إلى أن “ما نشهده هذه الأيام من مواقف فيها تهديد ووعيد بتعيطل آخر المؤسسات الدستورية التي تعمل بانتظام وهي الحكومة، لا يبشر بالخير، ونرجو ان تكون تلك المواقف إعلانية فقط بهدف الضغط والتأثير على الحكومة، ولكن أن يبلغ الامر بالبعض حد التهديد بتعطيل مجلس الوزراء فهذا تجاوز للخطوط الحمر وطنياً، إلا إذا كان الهدف إحداث فراغ وانهيار في المؤسسات على اختلافها”… وينصح المرجع هذا “البعض” بعدم “اللعب بالنار بوضع البلاد أمام حافة الانهيار لغايات ومآرب شتى”.