IMLebanon

إتصالات لفتح الدروب المغلقة بين بكركي وحزب الله… طرح الحياد تسبّب بالخلاف

مصادر كنسيّة : أبواب الصرح مفتوحة أمام الجميع للتعاون لما فيه مصلحة لبنان

 

على الرغم من ظهور التباين في المواقف والاختلاف في وجهات النظر بين بكركي وحزب الله، خصوصاً منذ طرح البطريرك الماروني بشارة الراعي سياسة الحياد والابتعاد عن سياسة المحاور، بدأ الفتور والتوتر بين الراعي وحزب الله، من دون ان يظهر الطرفان ذلك في العلن، اذ كانا يؤكدان دائماً بأنّ الاختلاف في الرأي لا يعني الخلاف، او الوصول الى القطيعة، لكن لجنة الحوار القائمة منذ سنوات بين البطريركية المارونية والحزب توقفت منذ حوالى السنة عن اللقاء والحوار، كما لم تخلُ بعض المواقف من «اللطشات» الخفيفة المتبادلة، التي تسبّبت بتراشق اعلامي مستتر في اغلب الاحيان.

 

وكان البطريرك الراعي يجدّد دعوته الدائمة للحياد، لانه الحل الوحيد، بعد وصول الازمة اللبنانية الى حائط مسدود، وهو لا يرفض الحوار مع حزب الله انما يرفض التراجع عن طرحه، وفق مصادر كنسية اشارت الى انّ ابواب الصرح مفتوحة أمام الجميع للتعاون بما فيه مصلحة لبنان اولاً، لانّ بكركي تبحث دائماً عن مخارج لإنقاذ لبنان، بعيداً عن المصالح الشخصية التي يلجأ اليها البعض، فمصلحة الوطن تقتضي الالتزام بذلك الشعار لا ان يبقى مجرد عبارة على الورق.

 

الى ذلك كشفت مصادر سياسية مطلعة على علاقة الطرفين منذ سنوات، بأنّ زيارة وزير خارجية الفاتيكان بول غالاغر لبيروت مطلع شهر شباط الماضي، أطلقت العنان لعودة العلاقة بين الصرح والحزب، على أثر طلب المسؤول الفاتيكاني حينها بضرورة عودة الحوار، وقد تحدث مع الراعي بذلك، الامر الذي فتح الابواب المغلقة بين بكركي وحارة حريك، وجرت اتصالات بعيدة عن الاعلام من خلال موفدين من بكركي الى الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وجرى الاتفاق على إعادة اللقاءات والحوارات، وتم تشكيل لجنة حوارية جديدة، على ان تجتمع في وقت لاحق لانّ الظروف الحالية تتطلب الانفتاح والهدوء ووقف أي خلاف او سجال، فلا مصلحة لحارة حريك بعداء بكركي، والاخيرة تستعين دائماً بلغة العقل وتبتعد عن لغة الخصومة، لانها لا تؤدي الى أي نتيجة وفق ما ذكرت المصادر عينها، ورأت بأنّ حزب الله لربما حصر علاقته في بادئ الامر بحليفه المسيحي، أي رئيس الجمهورية ميشال عون و «التيار الوطني الحر» خصوصاً في الفترة التي تلت مباشرة توقيع «اتفاق مار مخايل» في شباط العام 2006، فأصبح تواصله خلال فترة معينة مع الحليف المسيحي السياسي، لكن ومع تفاقم الازمات المعيشية والاقتصادية والسياسية، وفي ظل غياب الحلول لتلك الازمات، وتراجع دور اغلبية الاحزاب وتضاؤل شعبيتها، برز دور بكركي التي إضطرت للعب الدور السياسي نوعاً ما ، بهدف جمع الاطراف السياسية والعمل على توحيد آرائهم اقله في القضايا المصيرية، وطرح قضية لبنان في المحافل الدولية، وإطلاقها الطروحات التي من شأنها تخفيف المشاكل السياسية عن لبنان.

 

ورأت المصادر عينها بأنّ طرح الراعي للحياد خلال لقاءاته المسؤولين الدوليين ساهم في تكبير الخلاف مع حزب الله، لكن دخول مقرّبين من الطرفين، عمل على تخفيف التوتر والانفتاح نحو الحوار الذي يقترب إنعقاده بين اعضاء اللجنة المشتركة، على ان تجتمع في وقت قريب وفي حال سرت الامور نحو الايجابية، في مكتب احد اعضاء اللجنة حارس شهاب في منطقة الحازمية.

 

وعلى خط حزب الله، فتكتفي اوساطه بالاشارة الى ترحيبه بأي لقاء حواري من شأنه تخفيف أي تشنج، ومساهمته في الجمع لا التفرقة، خصوصاً في هذه الظروف المصيرية التي يعيشها لبنان واللبنانيون.