Site icon IMLebanon

ساعات فاصلة بين الموت والحياة؟!

 

عندما كتبت مقالي يوم الاثنين والذي حمل عنوان «لبنان في دائرة المستحيلات» لم أكن أضرب بالرمل او «أستخير» النجوم، بل كنت اقرأ في مواقف المسؤولين ومواقف المعنيين بتأليف الحكومة المقبلة، تكليفاً وتشكيلاً، داخل لبنان وخارجه.

البعض من القراء والاصدقاء الاعزّاء، وافقني على تشاؤمي والبعض الاخر رفضها، لكن عند تأجيل موعد الاستشارات الذي كان مقرراً يوم الاثنين الماضي، وانكشاف الخلاف العميق بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري، غيّر هذا البعض موقفه، وانضمّ معي الى نادي المتشائمين.

الحلّ الوحيد المتاح، تبعاً لمواقف جميع الافرقاء، في امكانية تأليف حكومة جديدة، هو اقتناع الجميع بأن انتفاضة 17 تشرين الاول، ليست صنيعة الولايات المتحدة الأميركية، وغير معنية باثارة موضوع سلاح المقاومة، بل هي صنيعة هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي جوّعت الشعب وأذلته واحتقرته وهجّرته واقعرته، وهي معنية بمحاربة الفساد واستعادة الاموال المسروقة ووقف هدر اموال الشعب وذلك لن يتم على ايدي هذه الطبقة، ولذلك تطالب بحكومة حياديين غير ملوّثين لوضع قطار التغيير الحقيقي على السكّة الصحيحة، ولفترة زمنية يمكن التفاهم على مدّتها، بعد ان يضع القضاء المستقل يده على الفاسدين وعلى غلال فسادهم، وهنا اؤيد تماماً ما طرحه نائب زغرتا ميشال معوض في ندائه التطميني للحزب يوم امس، بخلاف ذلك لا يمكن لأي حكومة جديدة ان تبصر النور.

بعد المهازل، والمآسي التي شهدها لبنان في ظل هذه الحكومة التي اقالها الشعب، لم يعد ممكناً لسعد الحريري، ولأي مرشح أخر تشكيل الحكومة، إن كان مدعوماً ومباركاً من الحريري، أو غير مدعوم ومبارك، أن يشكل حكومة سياسيين، أو حكومة «مخلوطة» من سياسيين ومتخصصين، واذا غامر احدهم وشكّل حكومة بصيغة من الصيغتين، يغامر باندلاع ثورة حقيقية، يجهد الجميع لعدم الوصول اليها، باستثناء الراغبين بتدمير لبنان.

أخطر الساعات التي سيشهدها اللبنانيون، هي الساعات التي تفصلنا عن موعد بدء الاستشارات الملزمة يوم غد الخميس، لأنها ستكون ساعات فاصلة بين الموت والحياة.

ادعو اصحاب الحلّ والربط، والقادرين على التأثير في مسار تغيير الامور، أن يختلوا بأنفسهم وان يفكروا جيداً في مصلحة لبنان، وفي الفيديو الذي كاد أن يشعل فتنة كبيرة ليلة أول من امس، ويستلهموا من الله، الموقف الصحيح الذي يجب أن يكون.