ما من مواطن صالح إلاّ هو مع الحراك ومع الحوار، فإذا كان هذا الحراك من أجل «الحراك السلمي» والعاقل من دون الشتائم والكلام البذيء وشعارات التحدّي، فلا بدّ من أنّه سيكون داعماً للحوار، أو هكذا يجب أن يكون.
صحيح أنّ الحوار هو نتيجة المشاكل المستعصية من تقصير كبير من قِبَل الدولة ورموزها جميعاً وسلطاتها في ملفي الكهرباء والمياه وانقطاعهما فملف النفايات طغى على جميع المشاكل وأضحى العنوان الكبير.
من ناحية ثانية نؤيّد الرئيس نبيه بري في دعوته الى الحوار، صحيح أنّ ما يفعله رئيس المجلس هو من واجبه، ولكن من واجبنا أيضاً أن نشكره على هذه البادرة الطيبة مع علمنا المسبق بأنّ هناك عدداً من المتضررين من الحوار لغايات متعددة بينها المصالح الشخصية وبعضها الخوف على الزعامات…
إلاّ أنّ أهمية الحوار في هذا الوقت بالذات أنّه لا بديل له خصوصاً في ظروف صعبة ومصيرية تواجه لبنان بعد التخلّف عن انتخاب رئيس للجمهورية لأكثر من سنة وأربعة أشهر… وهذه مدة قياسية في تاريخ لبنان.
نتمنى بكل صدق وإخلاص أن يكون المتظاهرون اليوم على مستوى الوطن وعند الضمير والمسؤولية وأن يبتعدوا عن الغوغائية وأن يتنبّهوا الى أنّ هنالك بعض الجهات المدسوسة التي تملك مشروعاً ضد مشروع الدولة وضد مشروع الإستقرار وضد مشروع الأمن.
كلمة أخيرة نقولها الى زملائنا الإعلاميين خصوصاً العاملين في التلفزيونات وهي أنّ مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية ولا يجوز السعي الى «السكوبات» بأي ثمن، فالوطن أغلى… خصوصاً وأنّ هناك من يعتقد أنّ ظهوره على شاشة التلفزيون يحوّله الى بطل… والإغراق في نقل «الحدث» من وسط بيروت هو لتمرير الوقت وتوفير ثمن البرامج!
عوني الكعكي