Site icon IMLebanon

بين جعجع وجنبلاط مين اللي فَتح الردّة؟

 

لا كيمياء بين سمير جعجع ووليد جنبلاط. أساساً لا كيمياء بين وليد جنبلاط وأغلب القيادات اللبنانية باستثناء “الإستيذ” نبيه صمام الأمان. إهتزت العلاقة بين المختارة وعين التينة لفترات متقطعة في زمن الإغتيالات وإقفال بري مجلس النواب أمام الإنتخابات الرئاسية وإقرار المحكمة الدولية، ثم عادت العلاقة بين الزعيمين إلى رونقها من دون أن ترتقي إلى مستوى التحالف السياسي ولن… فيما لم ترتق علاقة جنبلاط الشخصية بجعجع إلى مستوى العلاقة الممتازة بين الحزبين والبيئتين ونواب الكتلتين.

 

في كل مناسبة يظهّر جنبلاط التباين بينه وبين “ساكن معراب” ولا يتوانى عن تسخيف طروحات رئيس “القوات” وخياراته السياسية… والرئاسية، فيما يحرص جعجع على تجنّب الرد على القنص الجنبلاطي المتقطّع لأسباب مرتبطة بحماية الجبل من كل سوء أو تشنج. ولعل النقطة المركزية التي تجمع قطبي 14 آذار السابقين، قبل تحوّل جنبلاط الموقت نحو الوسطية، مصالحة الجبل ومصالح أهله، وهي فوق كل اعتبار ظرفي.

 

توقيف المطران موسى الحاج مسألة قاربها رئيسا الحزبين الحليفين بطريقتين مختلفين. الدكتور سمير جعجع، وفي بيان حازم، كان سباقاً في التنديد بما حصل على معبر الناقورة مع معاون بطريركي، ودعا مجلس القضاء الأعلى للتحقيق مع القاضي فادي عقيقي، فيما كان وليد بك سبّاقاً في التغريد والتشكيك فرأى “أن المعالجة الهادئة أفضل من هذا الضجيج، وأن احترام المؤسسات في هذا الظرف الصعب فوق كل اعتبار”. معلناً “رفضه الاستغلال الاسرائيلي لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الأموال لمآرب سياسية”.

 

على تغريدة جنبلاط رد “الحكيم” فارس سعيد بشكل مُحكم، ولم يردّ “الحكيم” سمير جعجع، بل صعّد موقفه تجاه عقيقي فوصفه بالـ”خائن”. وصف حاد وله أسبابه. جنبلاط في المرصاد. في “حوار المرحلة” قال للزميلة رولا حداد إنه “لا يحق لجعجع وصف القاضي عقيقي بالخائن”. أما كان في مقدور جنبلاط أن يكون أكثر سلاسة في التعبير ويقول بكل وضوح “أنا لست من رأي جعجع في وصفه للقاضي عقيقي المشهود له بالنزاهة ونصاعة الضمير…؟”.

 

هذه المرة، تخلّى جعجع عن سلوكه المتحفظ، وتوجه مباشرة إلى جنبلاط عبر النائب ستريدا جعجع ببيان عالي النبرة “فرد جنبلاط المغرّد على الرد كخيميائي بابلو كويلو، أو كمتبحّر في نهج البلاغة بقول حصيف:

 

“في اللحظة التي يدخل اي عاقل مساجلة التعصّب او الجهل فانه يخسر” وفي تلك المعمعة لا بدّ من سؤال ذي بعد استراتيجي: مين اللي فتح الردّة؟ السؤال موجّه إلى العقلاء و”الحكماء”.