IMLebanon

بين الحريري وجنبلاط خوري وصقر وابو فاعور

رغم اللقاء الذي جمعهما اول من امس في بيت الوسط فما بين رئىس الحكومة سعد الحريري ورئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط خبز وملح ودماء ودموع وتحالف وخصام،. كما ان بينهما وفق الاوساط المواكبة لحراكهما الوزير غطاس خوري والنائب عقاب صقر وهما الاقرب الى اذن الحريري وفق مصادر جنبلاطية وقد اوصلا الامور بين الرجلين الى ان يتناول جنبلاط الحريري «بالشخصي» واصفا اياه بـ «المفلسون الجدد». واتبع تغريدته بأخرى اعرب فيها عن اسفه لافلاس «سعودي – اوجيه» ما دفع الحريري الى الرد عليه «انا ما معي مال ورصيدي محبة الناس» بالاضافة الى رده على جنبلاط «فليبلط البحر» وقد برز في الافطارات الرمضانية مواقف من قبل الطرفين تؤكد ان كليهما سار في طريق يتناقض مع الاخر، وان لا جامع بينهما بعد الان الا الخصومة، ولا سيما ان جنبلاط بات على يقين أن الحريري سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة بالتحالف مع «التيار الوطني الحر» في كل المناطق وما يشكله الامر من خطورة على دائرة الشوف – عاليه والمقعد الدرزي في بيروت والبقاع الغربي، حيث يعتبر التيار الازرق الرافعة الحقيقية للائحة التي يتحالف معها في هذه الدائرة وهو يشكل الصوت الوازن لايصال النائبين الدرزي والاورثوذكسي كما انه صانع النائب الدرزي في بيروت وينسحب الامر كذلك على اقليم الخروب الوازن في دائرة الشوف – عاليه.

وتضيف الاوساط ان بداية الخلاف بين الحريري وجنبلاط تعود في جذورها الى الزيارات التي كان يقوم فيها الوزير وائل ابو فاعور الى السعودية موفدا من جنبلاط لاستطلاع الوضع على خلفية الاستحقاق الرئاسي وانه في لقائه الاخير مع مدير المخابرات السعودية خالد الحميدان غمز من طريقة تعاطي الحريري مع الاستحقاق الرئاسي قبل انجازه وقد علم الحريري بذلك عبر احد الاصدقاء المشتركين مع جنبلاط فآثر الصمت ولكن «على زغل» الى حين طفح فيه الكيل بين الرجلين، فالحريري النجل يرفض ان يتعامل معه الزعيم الدرزي كما كان يتعامل مع والده الشهيد الذي غالبا ما كان يغفر له خطاياه وتوصيفاته يوم كلامه عن «حيتان المال» لذلك كانت رسالة الحريري الاولى ردا على احدى تغريدات جنبلاط «فليبلط البحر»، كإشارة اليه بأنه لا يسكت على ضيم ولا مكان لديه لمغفرة الخطايا والذنوب التي ارتكبها جنبلاط ضد والده ايام حكوماته في زمن الوصاية السورية، وان زمن الصفح والمصافحة لا وجود له في قاموسه الشخصي.

وتشير الاوساط الى ان الخلاف تدرج بين الحريري وجنبلاط ليصل الى حدود القطيعة في الافطارات الرمضانية حيث قاطع جنبلاط افطار السراي. وكذلك الافطار الذي اقامه «تيار المستقبل» في بلدة المشرف حيث ألبست عباءة الاقليم للحريري وما يعنيه الامر على صعيد سيد المختارة، وكذلك الافطار الذي دعا اليه «التيار الازرق» في «سما شتورة» وحضره ابو فاعور بعد مساع منه لدى المفتي الميس وقد اعلن الحريري فيه ان كافة الخدمات التي قدمت في البقاع الغربي وراشيا كانت بفضل جماعة «تيار المستقبل» غامزا بذلك من قناة ابو فاعور الذي لا تجمعه اي كيمياء مع الحريري، ولعل اللافت ان الافطار الذي اقامه ابو فاعور لمفتي راشيا احمد اللدن قاطعه «تيار المستقبل» بناء على تعميم مركزي من قيادته ما يؤكد ان الخلاف بين دارتي الوسط والمختارة سيتحول الى كرة ثلج قبل الوصول الى ايار القادم حيث للصناديق الكلمة الفصل في الاحجام والاوزان النيابية.

وتقول الاوساط المقربة من جنبلاط ان الرجل وان كان على خصام مع الحريري فهو هضم كل شيء، الا ان يرد عليه وزير الثقافة غطاس خوري يوم غرّد مطالبا بحماية الآثار في بيروت فرد عليه خوري بشكل اعتبره الزعيم الدرزي تطاولا على موقعه وخصوصا ان كفرنيس بلدة وزير الثقافة لا تقارن بدارة المختارة، وانه كزعيم لا ينازل الا الزعماء الا ان الحريري هو من دفع خوري الى الرد وهذا انتقاص من الهالة الجنبلاطية كما ان جنبلاط يرى ان الحريري بات اسير اثنين من مستشاريه اي خوري والنائب عقاب صقر الذي تجرأ بالرد على سيد المختارة ذات تغريدة معتبرا ان الامر اوحي به رئىس الحكومة، اضافة الى ان جنبلاط لا يغفل ان خوري قد يكون المرشح الماروني في وجه النائب جورج عدوان الشديد التناغم «مع البيك» في المرحلة الراهنة، وهذا ما دفعه الى ترشيح بلال عبدالله استباقيا في اقليم الخروب على خلفية ان يعيد الحريري النظر في حساباته والى ذلك اليوم وتلك الساعة يخلق الله ما لا تعلمون.