IMLebanon

بين الداخل والخارج

على مساحة أقل من 24 ساعة على اللقاء يظهر وكأن التركيز على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية تراجع بشكل ملموس وربما يعود السبب الرئيسي في هذا التراجع إلى دخول المنطقة في تعقيدات جديدة بعد الانتقادات اللاذعة للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى دول الخليج التي تسببت حسب قوله بتدهور أسعار النفط وذلك عشية لقاء وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري وإيران محمّد جواد ظريف في جنيف وقوله ان الدول المتآمرة لخفض النفط ستندم.

وهذا التراجع المربوط بتطورات خارجية وإقليمية، لا بدّ وأن يعكس نفسه على الحوار الجاري بين تيّار المستقبل وحزب الله من جهة وبين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، الذي يهدف بالدرجة الأولى إزالة العقبات الداخلية التي تعيق انتخاب رئيس، على اعتبار أن الأزمة الرئاسية مردها إلى عوامل خارجية، وأن تفاهم الداخل في حال حصوله، يساهم بشكل آخر في دفع القوى الخارجية إلى تسهيل عملية الانتخاب بدلاً من من الاستمرار في ربطها بالجدول الخارجي المبني على مصالح متضاربة، وعلى صراعات مفتوحة على اللعبة الدولية.

حتى ان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع رافع شعار الحوار المسيحي المسيحي من أجل الوصول إلى تفاهم على ملء الشغور في رئاسة الجمهورية تجنّب في خطابه أمس الإشارة ولو من بعيد إلى هذا الاستحقاق، وكأنه بذلك ينعى مستبعداً الحوار المسيحي – المسيحي وينعى بالتالي أي تفاهم يمكن أن يحصل حول هذا الاستحقاق.

لكن البعض ما زال يراهن على الحوار المسيحي – المسيحي وينعى بالتالي أي تفاهم يمكن أن يحصل حول هذا الاستحقاق.

لكن البعض ما زال يراهن على الحوار المسيحي – المسيحي كرهانه عى الحوار الإسلامي – الإسلامي بين التيار والحزب، وعلى أن ينجح هذا الحوار في تخطي كل الاعتبارات الخارجية وصولاً الی لبننة لهذا الاستحقاق استناداً إلى نصائح بعض الدول الغربية، و منها فرنسا التي ما زالت تعمل على خط طهران – الرياض من أجل التقريب في وجهات النظر حيال الملف اللبناني ما يعني ان فرنسا سلمت بأن الأزمة التي يمر بها لبنان مردها خارجي وتحديداً سعودي – إيراني وانه لا بدّ من اتفاق الفريقين على ضرورة تقديم تنازلات مشتركة لتسهيل عملية انتخاب رئيس للبنان تماما كماحدث في اتفاق الدوحة حيث أدی التفاهم الإيراني – السعودي، والسعودي السوري إلى إنتاج رئيس جمهورية بعد فراغ دام حوالى سبعة أشهر.

ولذلك يعتبر هذا البعض أن الرهان على الحوار الداخلي مطلوب لأنه إذا لم يصل إلى خواتيمه الإيجابية فهو علی الأقل يُخفّف مُـدّة حدة الانقسام الداخلي العمودي ويفعل الحكومة الحالية حتىتتمكن من تسيير عجلة الدولة إلى أن تصبح الظروف الداخلية والإقليمية والدولة مفتوحة أمام إنتاج رئيس يملأ الفراغ في سدة الرئاسة الأولى والتي تثبت ان الدولة لا يمكن ان تستمر من دون رأس.

د. عامر مشموشي