Site icon IMLebanon

بين العماد جان قهوجي ووليد جنبلاط والـ»معركة جديدة في عرسال»

 

لا يُفاجئ اللبنانيين إعلانُ قائد الجيش العماد جان قهوجي في مقابلة لمحطة «سكاي نيوز» قوْلُه «تعرّضنا في معركة «عرسال» إلى هجوم من داخل المخيمات»؛ فاللبنانيّون باتوا واثقين كلّ الثّقة أنّ «مخيّمات اللاجئين السوريين» في «عرسال»، هي واحدة من البؤر التي تتستّر على وجود إرهابيي جبهة النصرة و»داعش» بينها، بل أكثر من ذلك، هذه المخيّمات باتَ من المؤكّد أنها تُؤوي عائلات الإرهابيّين ومؤيّديهم، ولا نستبعد أبداً أن يكون هؤلاء يتولّون عمليات رصد للجيش اللبناني وحواجزه ومقرّاته ودوريّاته، بعد ما شاهدناه عبر الشاشات في تظاهرة يوم الجمعة الماضي من رِفْعٍ لعَلَمِ «داعش» ومطالبةِ «أبو مالك التلّة» أمير منطقة القلمون في جبهة النصرة بالدّخول إلى «عرسال» تمهيداً للوصول إلى بيروت، وهذه المخاوف سبق وكتبنا عنها ونبّهنا إليها، وطالبنا بإخراج اللاجئين السوريّين من «عرسال» وتوزيعهم على مخيمات أخرى، ولكن!!

عندما أعلن وزير الداخليّة نهاد المشنوق عن نيّته إنشاء مخيمات للاجئين رفض الأمر وزراء تكتّل الإصلاح والتغيير في الحكومة، ومع هذا الرّفض بات واضحاً من هي الجهة التي تُريد أن تُبقي «عرسال» قنبلة على وشك الانفجار في وجه لبنان وجيشه، وإن حدث هذا الانفجار فسيتحمّل هذا التكتّل بنوّابه ووزرائه وِزْرَ أيّ نقطة دمٍ ستُراق من ضبّاط وجنود الجيش اللبنانيّ ومن أهالي «عرسال» الأبرياء، وبهذا يكون وزير الداخليّة قد أكّد من موقع مسؤوليّته أنّه «بريءٌ من دمِ هذا الصدّيق» لأنّ «إيد لوحدها ما بتزقّف».

وعندما يُعلن قائد الجيش أنّ الموقوف عماد جمعة، المسؤول بتنظيم «داعش» اعترف في التحقيقات»أنّ المجموعات المسلّحة كانت تخطّط لمهاجمة الجيش اللبنانيّ، واجتياح القرى الشيعيّة والمسيحيّة في البقاع، لإيقاع فتنةٍ مذهبيّةٍ وطائفيّةٍ في لبنان»، يكون هذا الكشف عن مآرب هؤلاء الإرهابيّين إنذار شديد الخطورة، خصوصاً وأنّنا شاهدنا «عمائمَ» في تظاهرة طرابلس يوم الجمعة الماضي تُهدّد اللبنانيّين بأنّ «الدولة الإسلاميّة قادمة شاء من شاء وأبى من أبى»، ومع هذا لم نقرأ بياناً ولا سمعنا صوتاً للمعنيّين في دار الفتوى يردّ على هذه «التخاريف والترّهات»، وهذا التخاذل والصوت المنخفض المُحْرَج والتزام الصمت أحياناً، ستدفع الطائفة السُنيّة» ثمنه متى انفلتت الأمور من عقالها، فالمعركة قد تنتقل إلى أرض لبنان، وهيئاتُ «داعش» الشرعيّة إن -لا قدّر الله- دخلت أرض البقاع ستطيح بـ»العمائم واللفّات» باعتبارهم «مشايخ» «الدولة الصليبيّة الكافرة»!!

وعندما يتوقع قائد الجيش العماد جان قهوجي، نشوب معركة جديدة مع المجموعات المسلّحة على أطراف بلدة «عرسال»، فعلى جميع المسؤولين خصوصاً قيادات الطائفة السُنيّة الروحيّة والزمنيّة أن تُلاقي العماد قهوجي وأركان وضباط وجنود الجيش اللبنانيّ بالغطاء الكامل، وأن تستبقَ أيَّ معركة بإسكات صوت التطرّف والانحياز للإرهاب الذي تُسارع دكاكين العمائم وما يسمّى بـ»هيئة العلماء المسلمين» برفع الغطاء الكامل عنها وأيُّ مؤتمر صحافي يعقده مشايخها، وأيُّ تصريح سيتلطّى وراء عنوان سخيف اسمه «المدنيين من اللاجئين» لا بدّ من اعتباره تأييداً للإرهاب ضدّ الجيش اللبنانيّ، وخيانةً عظمى للبنان في معركته ضدّ الإرهاب، ويجب أن يُحاسبَ عليه هؤلاء حساباً عسيراً.

 تصريح قائد الجيش يؤكّد مخاوف اللبنانيّين، وفي هذه الأيّام الحرجة والصعبة التي يمرّ بها لبنان، نرفض وبشدّة كلبنانيّين أن نفكّر بأسلوب النائب وليد جنبلاط مع ما تسرّب عن انّ حدود رسائله إلى العماد ميشال عون لامست حدود تسوية تقتضي «المقايضة» مقابل «سنتين رئاسة الجمهورية للجنرال»، ونرفض هذا  خصوصاً متى أوحى هذا التسريب أنّ النائب وليد جنبلاط لا يُفكّر أبعد من «أنف» حادثة عين عطا، وأنّ مخاوفه مُنحصرة بانفجار الفتنة «الدُّرزيّة ـ السُنيّة»، هذا المنطق معيبٌ ومخيفٌ ومخجلٌ ومخزٍ، فعندما يقف والد الجنديّ الشهيد علي السيّد «السُنيّ» ووالد الجنديّ الشهيد محمد حميّة «الشيعيّ» ليُخْمدا نيران الفتنة بدمِ ولديْهما الشهيديْن، نخجلُ من أن يكون ما يُفكّر به النائب وليد جنبلاط هو مقايضة «رئاسة الموارنة» بمقايضة إرهابيّي سجن رومية بالجنود اللبنانيين الرّهائن، خوفاً من ردود الفعل في مناطقه فيما لو تعرّض أحد الجنود «الدّروز» لما تعرّض له رفيقيْـن لهم من أبناء الجيش اللبنانيّ من الطّوائف الأخرى، وفي حال كانت هذه التسريبات حقيقيّة ربّما باتَ على البيك، وفي هذا التوقيت الدّقيق من حياة لبنان، أن يترك قيادة الطّائفة الدرزيّة الكريمة واللبنانيّة الأصيلة، لمن يُحسن ضبط شارعها، لا أن يُقايض بـ»المقايضة»على «الرّئاسة» الأولى!! وللمناسبة، لا بُدّ من أن نسأل: هل ما زال النائب وليد جنبلاط يعتقد أنه  هو من يُسمّي ويأتي بممثلّ الطائفة السُنيّة للرئاسة الثالثة، وأنّه هو من يُسمّي ويأتي برئيس للجمهوريّة، ويُعيّن للموارنة ممثّلهم، بصراحة «هَزُلتْ جدّاً جدّاً»!!