جاء الى لبنان في زيارة رسمية دامت يومين التقى خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري.. وقد تناولت المباحثات بين المسؤولين اللبنانيين والزائر الاميركي مختلف شؤون الساعة.
الرئيس ميشال عون دعا الى أن تساعد أميركا لبنان لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم بكرامة وأمن… لأن عبئهم كبير لا يتحمله لبنان… بومبيو اعترف بالعبء الكبير الذي يتحمّله لبنان جراء النزوح ولكنه أصرّ على العودة «الطوعية» بعد الحل السياسي في سوريا.
الرئيس نبيه بري دافع بقوة عن «حزب الله» باعتباره حركة مقاومة مشروعة.
بومبيو خالف هذا الرأي واعتبر الحزب حالاً إرهابية.
الرئيس سعد الحريري دعا الولايات المتحدة لمساعدة لبنان ومد الجيش بالسلاح الدفاعي الفاعل، وللضغط على إسرائيل كي لا تسرق نفطنا.
بومبيو وعد بالمساعدة في هذا المجال وقدّر للرئيس الحريري مواقفه عموماً وبالذات حرصه على التماسك الوطني.
وزير الخارجية جبران باسيل طرح مواضيع عدة تراوحت بين رفض إدراج «حزب الله» على لائحة الارهاب والنازحين والإعتداءات الاسرائيلية، وتسليح الجيش اللبناني.
بومبيو إلتزم اعتبار «حزب الله» إرهابياً ووعد بمواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، محذراً من دور إيران التخريبي في لبنان.
اما وزيرة الداخلية فاللقاء تناول الاسلحة التي تقدمها أميركا لقوى الامن الداخلي والجيش.
وكان لافتاً العشاء الذي أقامه رئيس حركة الاستقلال نائب زغرتا – الزاوية ميشال معوّض على شرف بومبيو بسبب تنوّع المدعوين.
كما لفت أنّ وليد جنبلاط عقد لقاءً ثنائياً مع بومبيو خلال العشاء وزيارة الوزير الاميركي الى المطران عودة في مطرانية بيروت الارثوذكسية في الاشرفية تركز البحث فيها على مسيحيي المنطقة ومسألة النازحين.
أما الدكتور سمير جعجع فالتقاه بومبيو في السفارة الاميركية في عوكر، وكانت مناسبة لعرض سياسي شامل لبنانياً وإقليمياً، ووجد بومبيو الوقت ليتناول الغداء في أحد مطاعم جبيل السياحية مع غطاس خوري وعقيلته وعقيلة بومبيو وأعضاء الوفد الاميركي المرافق.
خلاصة الحديث أنّ بومبيو حذر من خطر إيران على لبنان وأنّ إيران دولة إرهابية وأنّ «حزب الله» حزب إرهابي وأنّ «حزب الله» يقوم بعمليات تبييض أموال وتهريب مخدرات في أميركا الجنوبية، ويمنع قيام دولة في لبنان، لأنه كما اعترف السيّد حسن نصرالله بأنه جندي في حزب ولاية الفقيه وأنّ أمواله وأسلحته من إيران لذلك فإنّ ولاءه الطبيعي لأوامر إيران.
موقف اللبنانيين كما ذكرنا يتأرجح بين مؤيّد لـ»حزب الله» أي جماعة 8 آذار وفريق 14 آذار يرفض الا أن يكون السلاح في يد الدولة اللبنانية وحدها… وهنا لا بد أن نسأل معالي وزير خارجية أميركا الذي هو بالفعل وزير خارجية إسرائيل الذي جاء الى لبنان بعد اعتراف الرئيس الاميركي بأنّ الجولان يجب ضمّه الى دولة العدو الاسرائيلي وأرسل رسالة الى الامم المتحدة… في هذا الوقت جاء بومبيو الى لبنان. وهنا سؤال بريء وبسيط: ماذا ينتظر من اللبنانيين أن يقولوا له؟
من ناحية ثانية، غداً سيطل السيّد حسن نصرالله على الجمهور طبعاً ليرد على بومبيو وسوف يذكره بـ150 ألف صاروخ التي تستطيع أن تصل الى ما بعد بعد حيفا وسوف يذكر له الصواريخ التي وصلت أخيراً الى الحزب… وهذه الصواريخ موصوفة بأنها دقيقة طبعاً، وأنه لو فكرت إسرائيل أن تقوم بأي اعتداء على «حزب الله» فإنّ الرد هذه المرة سيكون قاسياً.
كلام حقيقي ولا نشكك فيه ولكن عندنا سؤال بريء أيضاً برسم «فيلق القدس» الذي تأسّس عام 1980 مع بداية تسلم آية الله الخميني ونظامه، نظام ولاية الفقيه والملالي إيران: ماذا فعل للقدس خصوصا أنّ أميركا قد اعترفت بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقلت سفارتها إليها؟ والسؤال الثاني ما دام «فيلق القدس» بقيادة اللواء قاسم سليماني الذي يحكم العراق فعلياً ويحكم سوريا ويحكم اليمن ولكن بالتنسيق مع روسيا وأميركا، وهو الآن موجود في القنيطرة التي تقع في أعلى مرتفع في جزء من الجولان الذي لم يعد محتلاً: متى وأين سيحرر القدس؟ وماذا ينتظر؟ وماذا يفعل في القنيطرة؟ وماذا سيفعل ليمنع إسرائيل من ضم الجولان؟